الدكتور وائل باجهموم: 49% معدل وفيات تأخُّر تشخيص العدوى البكتيرية والفطرية

مقاومة مضادات الميكروبات "AMR" واحدة من أكبر المشكلات التي تُهدّد الصحّة العامّة العالمية
 استشاري الأمراض المعدية وائل علي باجهموم
استشاري الأمراض المعدية وائل علي باجهموم

أكّد الدكتور وائل علي باجهموم استشاري الأمراض المعدية ورئيس أقسام الباطنة مستشفى الملك فهد بجدة، أن أهم المشكلات التي تواجه المجتمع الطبيّ فيما يتعلّق بمقاومة مضادات الميكروبات هي عدم تشخيص العدوى البكتيريّة والفطريّة الخطيرة أو تشخيصها بشكل خاطئ في أغلب بعض الأحيان.

وقال أستاذ مساعد إكلينيكي جامعة الملك عبدالعزيز كلية الطب رابغ، يُقدّر التشخيص الخاطئ لعدوى بكتيريّة مُحدّدة بما يصل إلى 15% تقريباً، كما يُقدّر مُعدّل الوفيات بسبب تأخر التشخيص بنسبة 49%.

وأضاف، تُعدّ مقاومة مضادات الميكروبات (AMR) واحدة من أكبر المشكلات التي تُهدّد الصحّة العامّة العالمية اليوم؛ إذ يمكن أن تسبّب عدوى مكروبية بسيطة خطيرة إلى دخول المستشفى أو الاعتلال الشديد أو حتى الوفاة، نظراً للآليات الدائمة التطوّر التي تُمكِّن الكائنات الحيّة الدقيقة من البقاء على قيد الحياة من خلال التكيُّف مع التهديدات الحاليّة، تزداد مقاومة مضادّات الميكروبات وتتطوّر لأسبابٍ مختلفةٍ، بما في ذلك سوء استخدام المضادات الحيويّة والإفراط في استخدامها دون حاجة فعلية لها، وهو ما يُشار إليه باسم "العامل البشري" التي تعد أحد أهم العوامل المساهمة في نشر مقاومة مضادات الميكروبات التي يمكن السيطرة عليها بالوعي ونشر الثقافة الصحية.

وأشار استشاري الأمراض المعدية ورئيس أقسام الباطنة مستشفى الملك فهد بجدة، إلى انه حوالي 700 ألف شخص على الأقل لقوا حتفهم كل عامٍ، بسبب الإصابة بعدوى مقاومةٍ للأدوية، ومن المتوقع أن تؤدّي هذه العدوى إلى حدوث 10 ملايين حالة وفاة كل عام على مستوى العالم بحلول عام 2050، محذراً من مواصلة مقاومة مضادات الميكروبات زيادتها دون التصدّي لها؛ فقد تُصبح العدوى البسيطة مُهدِّدة للحياة، وقد يستحيل علاج الأمراض الخطيرة، ويُصبح تنفيذ عديد من الإجراءات الطبيّة الروتينيّة محفوفاً بالمخاطر.

وأوضح الدكتور باجهموم: لقد تجلَّت هذه المشكلة أخيراً نتيجة صعوبة الوصول السريع إلى الرعاية الطبيّة المؤهَّلة وانتشار التطبيب الذاتي، حيث تواجه بعض أجزاء منطقة الشرق الأوسط مشكلة تفاقم مقاومة مضادات الميكروبات بسبب نقص الطاقة الاستيعابيّة للمُختبرات، وضعف الإشراف على مضادات الميكروبات (AMS)، ونُدرة البيانات الجيدة، ومن المهم أن يعي العامّة خطورة مقاومة مضادات الميكروبات، وطُرق مكافحتها لضمان مستقبلٍ صحي للجميع في أنحاء العالم.

ولفت الدكتور باجهموم، إلى أنه من المهم استخدام طرق تشخيصيّة حديثة لتوفير خيارات علاجيّة صحيحة في الوقت المناسب، وخاصّةً بسبب ضرورة تلقّي العلاج خلال فترة وجيزة من تشخيص الحالات المرضيّة الشديدة، حيث أظهرت الأبحاث الارتباط بين قصر الوقت السابق لإعطاء المضاد الحيوي المناسب لعلاج عدوى بكتيريّة مُحددة وبين انخفاض حالات الوفاة خلال 30 يوماً ومن شأن دمج هذه الأدوات في برامج الإشراف على مضادات الميكروبات المساعدة في تسهيل الاستجابة الصحيّة في الوقت المناسب؛ مما يؤدي إلى تحسين نتائج المرضى وتحقيق أقصى استفادة من مضادات الميكروبات، داعيا إلى وجوب اتخاذ إجراءات فورية، مثل استخدام هذه الاختبارات حيثما تكون متاحة اليوم، والعمل معاً لتسهيل إمكانيّة الوصول إليها في الأماكن التي لا توجد فيها هذه الاختبارات.

وقال تُعدّ الشراكات المحلية والإقليمية والعالمية ضرورة مُلحّة لزيادة الوعي بشأن مقاومة مضادات الميكروبات وتوفير إمكانيّة الوصول إلى أحدث الحلول الطبيّة في هذا المجال لتعظيم أثر الممارسات في جميع أنحاء العالم بهدف تحسين رعاية المرضى والممارسات السريريّة واقتصاديّات الرعاية الصحيّة.

يجب على الحكومات والصناعات وخبراء الرعاية الصحيّة ومجتمعات الصحّة العامّة التعاون معاً لاتخاذ الإجراء اللازم لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات باستخدام نهجٍ متعدّد القطاعات، وأن يكون سهلاً ومباشراً للوصول إلى الهدف المنشود والحفاظ على فعالية المضادات الميكروبية.

وتُمثّل جهود التعاون بين الحكومات وشركات المستحضرات الدوائيّة ومزوّدي خدمات الرعاية الصحيّة ومعاهد الأبحاث أهميّةً كبيرةً في دعم الابتكار وتعزيز الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية والمضي قدماً نحو تطوير علاجات حديثة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org