رئيس "أكسيونا" مبلوراً الأمن المائي لـ8 ملايين شخص: "نيوم" مثال للمدينة المستدامة

قال: خبرتنا ترتبط ببرامج "رؤية المملكة" وفريقنا يضم 3500 شخص في"دول التعاون"
رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة أكسيونا خوسيه مانويل إنتريكاناليس
رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة أكسيونا خوسيه مانويل إنتريكاناليس

قال رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة أكسيونا "خوسيه مانويل إنتريكاناليس"، إن خبرة "أكسيونا" ترتبط ارتباطًا مباشرًا ببرامج وأهداف رؤية المملكة 2030، مشيراً إلى أنهم في "أكسيونا" يعملون كشركاء يمكنهم تيسير تحقيق رؤية المملكة المتمثلة في تأسيس اقتصاد ومجتمع نابضين بالحياة وأكثر تنوعًا واستدامة، ضارباً مثلاً بما تعمل عليه الشركة من محطات تحلية للمياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، وهي سبع محطات نقوم بإنشائها -ومحطتا تحلية المياه اللتان أكملنا إنشائهما بالفعل - لتحسين الأمن المائي لعدد 8.3 مليون شخص وجعل البلاد أكثر قدرة على مواجهة الصدمات المناخية.

وأوضح أنه "على مدار تاريخها الممتد لمائة عام سعت شركتنا دائمًا إلى تقديم حلول مبتكرة ومستدامة لاحتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية، وهذا ما دفع أكسيونا أن تركز مواهبها الريادية على الطاقة المتجددة وخدمات المياه والبنية التحتية الحضرية بما في ذلك أنظمة النقل الجماعي والمستشفيات والمباني الخالية من الانبعاثات والقطارات فائقة السرعة. إننا موجودون في أكثر من 60 دولة ويشرفنا أن نقدم خبرة أكسيونا إلى المملكة العربية السعودية".

وأضاف: "لقد حققنا الحياد الكربوني في جميع عملياتنا العالمية في عام 2016، وهدفنا الآن هو أن نؤثر بشكل إيجابي متجدد على الطبيعة والمجتمع. وهذا يعني أن كل مشروع ننفذه مصمم بعناصر تسهم في استعادة الأنظمة البيئية المتدهورة مما يحمي التنوع البيولوجي ويحسّن من رفاهية المجتمعات. وتتماشى هذه الأهداف أيضا مع برامج رؤية المملكة 2030، ومثال على ذلك المشروعات التي تعزز مفاهيم الاقتصاد الدائري مثل إعادة تدوير المياه وإعادة استخدامها".

-وعند سؤاله كيف يمكن للمملكة العربية السعودية أن تتبنى استراتيجية "المدن المستدامة"، وما الذي يتعين علينا أن نفعل في العشرين عامًا القادمة لتحقيقها إذا كنا سنبدأ اليوم؟

أجاب: يعيش نصف سكان العالم في المدن، لذا فعندما نتحدث عن المدن "المستدامة" أو "الذكية" فإننا نشير إلى مجموعة من الحلول والتدخلات التي من شأنها أن تجعل الحياة الحضرية أكثر ارتباطًا بالبيئة وأكثر انسجامًا معها وأكثر احتواءً لها. وأمامنا مثال لمدينة مستدامة هنا في المملكة العربية السعودية وهي مدينة (نيوم).

تساعد أكسيونا في بناء مدن أكثر استدامة من خلال تقديم حلول للمباني الموفرة للطاقة والتنقل بالمركبات الكهربائية والاقتصاد الدائري والنظم البيئية الحضرية.

إلا أن هذه الصورة تتألف من العديد من الأجزاء التي يجب دمعها متجاورة كي تكتمل. فعلى سبيل المثال تعمل شبكات المترو الحضرية وشبكات السكك الحديدية في الضواحي على تقليل عدد السيارات على الطرق وتقليل الازدحام وأوقات التنقل، وبالإضافة إلى ذلك تتحسن جودة الهواء وبالتالي تتحسن صحتنا. فباستخدامنا للطاقة المتجددة في تشغيل شبكات السكك الحديدية سنساعد كوكبنا عبر تقليل الانبعاثات المرتبطة بالنقل. لذا نجد أن الاستثمار في النقل الحضري المستدام يمكّننا من إحداث سلسلة من التأثيرات الإيجابية على المجتمع ككل.

وأنا أرى أن المملكة العربية السعودية تضع هذه المفاهيم موضع التنفيذ في تصميم مشروع "ذا لاين" بمدينة نيوم، وهو مشروع لمدينة مليونية خطية بطول 170 كم ولا تحتوي على سيارات تقليدية.

-بدأت أكسيونا أعمالها في الشرق الأوسط في عام 2008 بإنشائها لأول مكاتبها في دبي، والآن أصبح وجودها الرئيسي في المنطقة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وسلطنة عمان. كيف كانت تجربة الشركة في المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، وما هي المشروعات التي تقدرونها أكثر من غيرها من حيث ما حققتم من خبرة وإنجازات؟

منذ أن أنشأنا أول مكاتبنا في دبي في عام 2008 أثبتت أكسيونا نفسها ككيان رائد في مجال المياه والطاقة المتجددة والبنية التحتية الحضرية في المنطقة. والآن يتألف فريقنا من 3500 شخص في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.

إن أعمالنا في مجال المياه تنمو بسرعة كبيرة، وفي الوقت الحاضر لدينا مجموعة من مشروعات المياه بقيمة تزيد عن 3 مليارات دولار في دول مجلس التعاون الخليجي. وتشمل خبرتنا الدورة الكاملة للمياه من بناء محطات تحلية ومعالجة المياه مرورًا بتوفير خدمات التشغيل والصيانة وصولاً إلى إدارة شبكات المياه بأكملها. وبوضع كل هذه الأمور في الاعتبار، فلدينا في مجال المياه حوالي 20 عقدًا من العقود الضخمة وشديدة الضخامة قيد التنفيذ ومنها 14 عقدًا في المملكة العربية السعودية وقد حصلنا على سبعة منها في العام الماضي.

وقد حوّل هذا النجاح أكسيونا إلى رائدة سوق حلول المياه في دول مجلس التعاون الخليجي. إن هذه الخدمات أساسية وضرورية للحفاظ على الحياة في واحدة من أكثر مناطق العالم ندرة في المياه، وإننا لفخورون بكوننا قادرين على تقديم خبراتنا في مجال إدارة المياه في هذه المنطقة.

وفي مكان آخر في المنطقة قمنا بتسليم عدد من المشروعات رفيعة المستوى، مثل الأعمال المدنية الخاصة بالمرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الكهروضوئية، وهو مشروع مشترك بين شركة مصدر وهيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، وامتداد خط (مسار 2020) لمترو دبي والذي حقق تميزًا فريدًا بحصوله على أعلى شهادة عالمية في مجال الاستدامة في إنشاء البنية التحتية، وهي شهادة Gold LEED. ويعد امتداد مترو دبي أكبر مشروع نقل معتمد من ،Gold LEED في العالم حتى الآن.

تمتلك أكسيونا أيضًا شركة هندسة ثقافية نشطة للغاية في هذه المنطقة التي تسعى لتطوير إمكاناتها السياحية الثقافية بسرعة كبيرة. وقد عملت أكسيونا للهندسة الثقافية بجد من أجل نجاح معرض إكسبو 2020 في دبي، حيث صممت جناحين وقامت بتجهيز الديكورات الداخلية لأكثر من 50 جناحًا.

وأخيرًا فإننا قائمون على تنمية أعمال خدمات إدارة المرافق في المنطقة، ولا تزال الشركة قيد النمو في سلطنة عمان، حيث نقوم بخدمة أكبر مطارين دوليين في مسقط وصلالة. وقد دخلنا هذا المجال في المملكة العربية السعودية أيضًا، حيث قدمنا خدمات إدارة المرافق لقطار الحرمين السريع.

كل هذه المشروعات تساعد عملاءنا على تحقيق ما يريدونه من الانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون، مع تقديم التميز التقني والابتكاري لهم جميعًا.

-ما مدى أهمية مشاركتكم في الاقتصادات التي شهدت هيمنة النفط على أنشطتها، من حيث تشجيع التحول العالمي نحو المدن المستدامة وإدارة المياه بشكل أفضل واستخدام الطاقة البديلة؟

أصبحت العديد من الاقتصادات النفطية -مثل المملكة العربية السعودية- تنظر إلى الغد وتخطط لمستقبل ما بعد النفط. إن هذا التخطيط طويل المدى لتخطيط متبصر جدير بالثناء، لأنه يضع الأسس اللازمة لاقتصاد أكثر تنوعًا ويوفر فرص عمل جديدة للشباب، بالإضافة إلى أنه يُعِد لتأثيرات تغير المناخ.

بالإضافة إلى مشاركاتنا في دول مجلس التعاون الخليجي فقد شاركنا بنشاط في تنويع الاقتصادات النفطية الأخرى. ففي المكسيك -على سبيل المثال- نحن أحد مطوري ومشغلي الطاقة المتجددة الرائدين في البلاد، ونشارك بفاعلية أيضًا في قطاعات المياه والنقل الحضري والسكك الحديدية. أما في النرويج فنحن ننشئ أول أنفاق للقطارات فائقة السرعة في البلاد. وفي أستراليا – وهي دولة ذات اقتصاد غير نفطي، ولكنه يعتمد بشكل كبير على صادرات التعدين - نساهم أيضًا في إزالة الكربون من نظام توليد الكهرباء من خلال مشروعات ضخمة للطاقة المتجددة.

-لقد جمعتم مؤخرًا 480 مليون دولار من التمويل الأخضر لإنشاء ثلاث محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي في المملكة العربية السعودية لصالح الشركة السعودية لشراكات المياه وبالشراكة مع شركات توزيع وتماسك على وجه التحديد. ما الدور الذي لعبته الشركة السعودية لشراكات المياه في تمهيد الطريق لهذه المشروعات وما مدى التأثير الذي يمكن أن نتوقعه لتقنيات أكسيونا على البنية التحتية للمملكة العربية السعودية؟

لعبت الشركة السعودية لشراكات المياه (SWPC) دورًا أساسيًا في مساعدتنا على زيادة التمويل الأخضر من خلال طلب الحلول الأكثر كفاءة وصداقة للبيئة في المحطات الثلاث. وقد سمح لنا هذا بالحصول على التمويل الأخضر والتمويل الإسلامي لهذه المشروعات.

أما فيما يتعلق بتأثير تقنياتنا على البنية التحتية السعودية فاسمح لي أن أضرب بعض الأمثلة من مشروعات المياه التي نصممها وننشئها لصالح الشركة السعودية لشراكات المياه(SWPC). هذه المشروعات ستعمل على زيادة الأمن المائي في المملكة وستساهم في الحفاظ على هذا المورد النادر وإعادة تدويره وضمان إنتاج المياه وتوزيعها بأكثر الطرق كفاءة في استخدام الطاقة وأعلاها فعالية من حيث التكلفة، وأعتقد أن هذه التأثيرات الثلاث عظيمة الأهمية.

فعلى سبيل المثال تستخدم محطاتنا لتحلية مياه البحر تقنية التناضح العكسي، وهي الحل الأكثر استدامة وفعالية من حيث التكلفة لتحلية المياه في المحطات الكبيرة. ولكي أعطي فكرة عن مدى استدامة هذه التقنية فأود أن أشير إلى أن تكلفة إنتاج عبوة مياه سعة 5 لترات هي نفس تكلفة تحلية 1000 لتر من مياه البحر، كما أن كمية الطاقة المستخدمة لتحلية 1000 لتر من مياه البحر هي نفس كمية الطاقة التي يستخدمها نظام تكييف الهواء في أحد المنازل خلال تشغيله لمدة ساعة واحدة. هذا بالإضافة إلى أن هذه التقنية ينتج عنها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أقل 6.5 مرة مما ينتج عن تقنيات التحلية التقليدية القديمة.

ومثال آخر على ذلك وهو الطريقة التي نستخدم بها الأدوات الرقمية -بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والتعلم الآلي- في تصميم وإنشاء وإدارة مرافق البنية التحتية الكبيرة، فالرقمنة تساعد على التعجيل بتسليم مشروعات البنية التحتية المعقدة من خلال تبسيط التخطيط والمساعدة على تقليل الأخطاء والهدر.

- مع اقترابنا من عام 2030 ما مدى أهمية العثور على الشركاء المناسبين لخوض مشروعاتكم المستقبلية معهم؟ وفي هذا السياق ما مدى تأثير الشركاء المحليين على عملكم في المملكة؟

لدى المملكة العربية السعودية ثروة من الشركاء المحتملين ذوي الخبرة الذين يحملون نفس القيم الأساسية لأكسيونا، وتعد المشروعات المشتركة أو الاتحادات هي الطريقة المعتادة للتعاون مع شركائنا السعوديين والاستفادة من خبرات بعضنا البعض.

- في ضوء تطلع الحكومات في المنطقة إلى الهيدروجين كوقود مستقبلي -وبخاصة بعد أن رأينا مدينة نيوم تخطو الخطوة الأولى نحو تبني هذا النوع من الوقود- ما هي ملامح السعودية المعتمدة على وقود الهيدروجين؟ وكيف يمكن أن تلعب أكسيونا دورًا رئيسيًا في تحقيق ذلك؟

يعتبر الهيدروجين الأخضر هو المفتاح لتعميق إزالة الكربون من اقتصاداتنا لأنه يمكن أن يدعم الصناعات الثقيلة والنقل لمسافات طويلة بطريقة لا يمكن القيام بها بسهولة باستخدام الطاقة المتجددة وحدها. ويعد استثمار المملكة العربية السعودية في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق والأمونيا الزرقاء – الأسهل في النقل – استثمارا متبصرًا وشديد الطموح.

وسيختبر مشروع هيليوس بمدينة نيوم إمكانية إنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات كبيرة باستخدام 4 جيجا وات من الطاقة المولدة من الرياح والطاقة الشمسية. إن العالم بحاجة إلى هذه المشروعات الرائدة لبناء الخبرات وتحسين نماذج الأعمال، تمامًا كما فعلت أكسيونا كشركة رائدة في مجال الطاقة المتجددة، فقد كنا ننشئ مزارع الرياح في التسعينيات ووقتها لم يعتقد أحد بأن هناك مستقبلاً لطاقة الرياح.

تشارك أكسيونا في تجارب الهيدروجين الأخضر ولكن على نطاق أكثر تواضعًا بكثير من نيوم وتعد شركة أكسيونا إينيرجيا للطاقة المتجددة التابعة لنا جزءًا من اتحاد يقوم بإنشاء نظام بيئي كامل للهيدروجين الأخضر في جزيرة مايوركا (إسبانيا).

- لقد رأينا أكسيونا تشارك في سباق إكستريم-إي EXTREME - E مؤخرًا بفريق أكسيونا | ساينز إكس إي ACCIONA|SAINZ XE فهل نتوقع رؤية موهبة محلية تمثل العلامة التجارية؟

نحن مستمرون في تطوير أنشطة مختلفة تنقل رؤيتنا حول الابتكار والاستدامة في جميع أسواقنا الرئيسية. وقد عاد فريق أكسيونا | ساينز إكس إي ACCIONA|SAINZ XE في فبراير الماضي إلى صحراء المملكة العربية السعودية لبدء الموسم الثاني منExtreme E. وقد افتتحت أول بطولة مستدامة لسباقات السيارات على الطرق الوعرة في العالم نسختها الجديدة في نيوم للفت الانتباه إلى أول مدينة خالية تماما من الانبعاثات في العالم.

ترعى أكسيونا السباق للفت الانتباه إلى تأثيرات تغير المناخ ولزيادة الوعي بالحاجة إلى تسريع الانتقال إلى عالم منخفض الكربون. إن الهدف الرئيسي من Extreme E -بخلاف الترفيه في سباق مثير- هو إثبات جدوى السيارات الكهربائية التي تعمل بالطاقة المتجددة. ومع استمرار هذه الفكرة نتطلع إلى انضمام المزيد من الفرق إلى مسابقة Extreme -E ونأمل أن يكون على رأسها متسابقون سعوديون.

إن دول مجلس التعاون الخليجي مليئة بالأشخاص الرائعين والموهوبين الذين يشاركوننا قيمنا والذين يرغبون في العمل على تحقيق نفس الأهداف. وبالإضافة إلى منافسات Extreme E فإننا نقدم أيضًا مبادرة عالمية لتعزيز دور المرأة في مجال العلوم في دول مجلس التعاون الخليجي. فأكسيونا هي الراعي الدولي لمبادرة Homeward Bound التي تشجع النساء في تخصصات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEMM) وتقدم رحلة سنوية إلى القارة القطبية الجنوبية لعلماء المناخ من الإناث، وإننا ندعو عالمات دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة.

إن هذه المبادرة جهد دولي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد جمعت نساء من أكثر من 56 دولة في برنامج إرشادي يعمل على صقل مهارات القيادة. ويهدف هذا المشروع إلى بناء شبكة من 10000 امرأة تعمل في مجال العلوم خلال عقد من الزمن. ونعتقد أن العالمات في دول مجلس التعاون الخليجي بوسعهن أن يساهمن كثيرًا في هذه المبادرة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org