- عدم وجود بدائل للنقل جعل سكان العاصمة يعانون التكدس المروري معظم ساعات النهار وحتى وقت متأخر من الليل.
- لماذا "حافلات الرياض" لا تزال تتجول في شوارع المدينة دون ركاب وتزيد من الازدحام المروري الخانق؟
- وزير النقل والخدمات اللوجستية يوضح: سبب تأخر المشروع بعض المقاولين.. وتشغيل أول الخطوط بنهاية 2022.
- الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية للرياض يؤكد: إطلاق مترو الرياض سيكون العام الميلادي الحالي.. ونسبة الإنجاز في المشروع بلغت 92%.
إن كانت استراتيجية مدينة الرياض 2030 التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، تستهدف تحويل العاصمة إلى واحدة من أكبر 10 اقتصاديات مدن في العالم، ومضاعفة عدد سكانها إلى 15-20 مليون نسمة، واستقبال أكثر من 40 مليون زائر بحلول عام 2030، ورفع نسبة استخدام السكان لوسائل النقل العام في المدينة من 5% إلى 20% عبر استثمارات تبلغ قيمتها 112.5 مليار ريال (30 مليار دولار)، فإن تأخّر مشروع "مترو الرياض"، وهو جزء من مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام، لا يصب في هذا الاتجاه الحيوي المهم؛ لأنه حسابيًا يعد مشروعًا متعثرًا؛ تأخر عن موعده المحدد 4 سنوات كاملة، وبسببه تعاني شوارع العاصمة من الاختناق والتكدس المروري معظم ساعات النهار، وحتى وقت متأخر من الليل، فضلًا عن أن حافلات الرياض، وهي جزء من مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام، لا تزال تتجول في شوارع الرياض دون ركاب، وتزيد من الازدحام المروري الخانق دون معرفة السبب.
وإن كان ما حصل من تأخير في تنفيذ المشروع قد يكون بسبب جائحة كورونا التي عصفت باقتصاد العالم، ويعد من التحديات التي لم يُحسب لها حساب، فإنه مع الانفراجة الاقتصادية التي حدثت بداية العام 2021، وعودة أغلب المشاريع للعمل بوتيرتها المعتادة، من المفترض أن يعود معها مشروع "مترو الرياض" للعمل بشكل عاجل؛ للحاجة الماسّة له كخيار ضروري يساعد في فك الاختناقات المرورية، لكن هذا لم يحدث وعاد ببطء شديد وأصبح متعثرًا.
والسؤال: لماذا تأخر افتتاح مشروع "مترو الرياض" رغم الحاجة المُلحة له، وهو الذي كلّف الدولة نحو 22 مليار دولار؟ وهل هو يقترب حاليًا خطوة جديدة نحو الإنجاز أم سيظل يتأخر عامًا تلو آخر؟ فمشروع تنموي كهذا من المهم أن يُنجَز بالدقة والكفاءة المناسبتين؛ لأن العائد المرجو منه، كما هو معلن، يتجاوز 3 أضعاف تكاليفه، لاسيما في تقليل الازدحام المروري، والحد من تلوث البيئة الطبيعية، والمساهمة في توفير أسعار البنزين والديزل واستهلاكه، وتخفيف العبء الصحي على المستشفيات؛ جراء معالجة حالات التلوث، وإصابات الحوادث المرورية.
وقد يقول قائل: إن تعثر المشاريع الكبيرة موجود في مختلف دول العالم لأسباب عديدة؛ هذا صحيح، لكن هناك مشاريع إن لم نعترف بتأخرها وبتعثرها فلن يتم معالجتها، ومشروع "مترو الرياض" الذي تُعقد عليه آمال عريضة، والوعود التي يطلقها المسؤولون بقرب انتهائه كثيرة، يزداد تأخرًا عامًا بعد عام، وبسببه ظل سكان العاصمة يعانون الأضرار المتراكمة للتحويلات المرورية الكثيرة، ويكابدون كل يوم ازدحام الشوارع الذي لا يطاق، وهم الذين تحملوها طيلة السنوات الـ9 الماضية منذ العام 2013 على أمل انتهاء المشروع عام 2018، وبذلك يخف الاختناق المروري الشديد الذي يُهدر الوقت والجهد، ويسبِّب الضغط النفسي والعصبي لسائقي المركبات ومرافقيهم.
وعن تأخر تنفيذ مشروع "مترو الرياض" يوضح وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر: "بسبب تأخر بعض المقاولين في تنفيذه، وهو يسير باتجاه سليم، ولا يُستبعد تشغيل أول الخطوط بنهاية العام الجاري 2022، والهيئة الملكية لمدينة الرياض هي من تشرف على تنفيذه على أن يتم تشغيله بشكل كامل في 2023".
أما الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض فهد بن عبدالمحسن الرشيد، فيؤكد أن موعد إطلاق مترو الرياض سيكون العام الميلادي الحالي، وأن المشروع انتهى من كل الأعمال الإنشائية، ونسبة الإنجاز في المشروع بلغت 92%.
ورغم ذلك لا يزال سكان الرياض يعانون من التحويلات المرورية الكثيرة في انتظار افتتاح مشروع مترو الرياض أو قطار الرياض الكهربائي الذي سيسهم في حال إنجازه في ارتفاع مستوى جودة حياة المواطنين والمقيمين في مختلف المجالات، وسيربط العاصمة بـ6 خطوط رئيسية تمتد على طول 85 محطة، وينقل 1.16 مليون راكب يوميًا، وسيقلل عدد السيارات في الشوارع بنحو 250 ألف سيارة، وتوفير ما يعادل 400 ألف لتر من الوقود يوميًا، وبالتالي تخفيض نسبة الانبعاثات الملوثة للهواء وفق الإحصاءات الرسمية.