تتمتع السعودية بعلاقة جيدة مع دول القرن الإفريقي، خاصة مقديشو التي تقع في منطقة حيوية مع تزايُد الصراع العالمي والاضطرابات الجيوسياسية، وتأثيرات هذا على الأمن الإقليمي والعالمي؛ وهذا له انعكاسه المباشر على التجارة البحرية، خاصة أن الصومال تتميز بموقع جغرافي مؤثر في حركة نقل البضائع والسلع عبر الممرات المائية.
والعلاقات بين البلدين متجذرة تاريخيًّا؛ فللمملكة مواقف داعمة للقضية الصومالية، وحكومة مقديشو تثمن الجهود السعودية الرامية لتحقيق المصالحة بين الأطراف الصومالية المتنازعة؛ إذ شاركت السعودية في جميع مؤتمرات المصالحة بين الأطراف الصومالية، واستضافت أحدها في جدة عام ٢٠٠٧م، وشهد التواصل تطورًا مفتوحًا من الجانبين، وتمثل هذا بزيارة الرئيس الصومالي ولقاء سمو ولي العهد -حفظه الله- العام الماضي، وجاءت زيارته اليوم -وهي الثالثة- لتعكس اهتمامه بتعميق العلاقات وتوسيعها؛ لما للمملكة من مكانة وقوة اقتصادية.
ويُضاف لذلك حرص السعودية على الأمن الملاحي المائي الحيوي في البحر الأحمر، وسلامة حركة التصدير والاستيراد البحرية، إذ إنها المعبر الرئيسي للتجارة العالمية بين دول شرق آسيا وإفريقيا وأوروبا، خاصة أن السعودية والصومال عضوان في مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.