بعبارات تغلفها السكينة والهدوء، وينبعث منها نشوة الانتصار، روت السيدة النمساوية "سوزان" من محل إقامتها في مكة المكرمة، أثناء وجودها مع ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، قصة إسلامها، ووصية والدها، وكذلك حلمها الذي حققه أئمة الحرمين في مكة والمدينة.
تقول "سوزان": "أسلمتُ عام 2004م، وذقتُ حينها طعم السعادة الحقيقية، إلا أنني سرعان ما ارتددت عن الإسلام لأسباب مختلفة، منها المحاربة التي وجدتها من مجتمعي المحيط بي، تلاه مرض شديد أُصبت به، ثم مطالبة والدي وهو على فراش الموت قبل أن يفارق الحياة بالعودة لدين الآباء والأجداد، الدين المسيحي. وبالفعل وجدت نفسي خارج الإسلام لبضع سنوات منذ عام 2018 حتى 2022".
وأضافت: "عودتي للطريق الصحيح كانت بسبب صداقة جمعتني بسيدة مسلمة، وتأثرت بالقيم والأخلاق التي تتصف بها، ثم سألت نفسي: لماذا لستُ مسلمة، وتذكرت بعض الآيات القرآنية، والأدلة العلمية الموجودة في القرآن؛ فقررت اعتناق الإسلام مجددًا لا رجعة فيه إن شاء الله، وكان ذلك في أكتوبر 2022".
وترى النمساوية "سوزان" أن المرحلة التي كانت فيها خارج الإسلام من عام 2018 إلى عام 2022 مليئة بالمتاعب النفسية، والظروف العامة، غير أنها كانت تشعر بأن هناك خالقًا يقلب القلوب بين أصبعيه، ويحولها كيفما يشاء.. ثم قالت: "الحمد لله أن قلَّب قلبي من جديد".
وحول التحاقها ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة قالت "سوزان": "تلقيت خبر الموافقة لأول مرة بأنه يمكنني المشاركة في البرنامج، ولم تسعني تلك الفرحة، ولم أصدق حتى تلقيت مكالمة من المسؤولين عن البرنامج، يؤكدون فيها قبولي. وما إن أغلقت هاتفي حتى دخلت في نوبة بكاء شديدة من الفرح، وسجدت شكرًا لله، وسارعت لإخبار كل مَن حولي".
ووصلت النمساوية إلى المدينة المنورة، واستقبلها منسوبو البرنامج بماء زمزم وتمرات العجوة المباركة. وتقول "سوزان": "في المسجد النبوي كان شعور مدهش.. على الواقع رأيت ذلك المسجد الكبير العريق الذي كنت أعرفه من خلال صور وذكريات صديقتَي القريبتَين لقلبي في رحلة دينية بموسم مضى، وكانت إحدى هاتَين الصديقتَين من ضمن المسلمات المشمولات في برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة لعام 2018".
وأضافت: "مشهد مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان رائعًا. لقد لفت انتباهي بشكل خاص الهدوء هناك. كنا مجاورين للحرم، نصلي كل الصلوات بجوار الرسول وصحابته، ثم نعود وسط حفاوة بالغة، وضيافة كريمة، وتسهيلات عالية. زرنا المتحف الدولي للسيرة النبوية، وتعايشنا مع النبي محمد ﷺ والصحابة".
وتكشف ضيفة برنامج خادم الحرمين الشريفين عن أماني، كانت تخالجها بعد أن درست القرآن، وتعمَّق ارتباطها به، قائلة: "هناك سورتان من القرآن الكريم أشعر بأنهما قريبتان إلى قلبي، هما (الزلزلة) و(الانفطار). وكنت أُمنِّي النفس وأنا أحزم حقائب السفر إلى السعودية أن يقرأهما أئمة الحرمين أمام الملايين. وبالفعل حقق الله لي الأماني، وكأنني في حلم سأستيقظ منه بعد قليل؛ فسورة الانفطار تلاها إمام الحرم النبوي، و(الزلزلة) قرأها إمام الحرم المكي. كنت أتساءل مع نفسي: الذي يحدث ليس مصادفة، ما يحدث لي هو توفيق وحب من الله. إذن عليَّ أن أخدم هذا الدين الإسلامي العظيم النزيه من كل الشوائب".
وختمت النمساوية "سوزان" حديثها: "أرجوكم انقلوا شكري وتحياتي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان؛ فهو من كافأني وأكرمني بعد الله. وجدنا من السعودية وشعبها كل الترحيب والتقدير؛ فلهم منا كل الشكر والامتنان".