يمثِّل العَلم الوطني لأي دولة انعكاسًا لرسالة وقيم مَن رفع هذا العَلم؛ ليتميز به عن غيره. ومنذ قيام الدولة السعودية الأولى اختار حكامها راية التوحيد عَلمًا لدولتهم، التي قامت على مبدأ واضح، هدفه الأكبر جمع شتات البلاد على أساس من توحيد الله، وإخلاص العبادة له؛ إذ نذر قادة تلك الدولة أنفسهم لذلك المبدأ، دعوةً إليه ودفاعًا عنه.
وتعود قصة بداية ظهور العَلم السعودي إلى حَمل أئمة الدولة السعودية الراية، ونشر الازدهار والأمن والاستقرار إبان الدولة السعودية الأولى؛ باعتبار ذلك رمزًا للوحدة والتوحيد والأرض.. متوارثين الراية التي يحملونها. وكانت الراية آنذاك خضراء مشغولة من الخز (النسيج) والإبريسم (أجود أنواع الحرير)، مكتوبًا عليها (لا إله إلا الله). ولا يزال العَلم السعودي اليوم هو الراية والبيرق نفسه الذي كان يحمله جند الدولتين السعودية الأولى والثانية منذ نشأتهما.
ويعد عَلم المملكة العربية السعودية أسمى وأعلى وأعز مكانة؛ إذ يحمل راية التوحيد، يحمل الشهادتين (لا إله إلا الله، محمد رسول الله). وهو العلم الذي لم ينكس تكريمًا لكلمة التوحيد، ولم يتم إنزاله إلى نصف السارية في حالات الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة التي تُعبر عن موقف الدولة والمراسم الدولية، كما أنه يحظر ملامسته الأرض، والدخول به لأماكن غير طاهرة، أو الجلوس عليه؛، وذلك لما يحمله من دلالة دينية، تعتز بالدين الإسلامي. والسيف العربي يرمز إلى الوطنية.
ووثّقت "دارة الملك عبدالعزيز" أربع مراحل، مرت بها العناصر الدلالية للعَلم السعودي، وذلك منذ ظهوره الأول قبل 296 عامًا في (1727م - 1139هـ)، وأشارت إلى أن العَلم السعودي مَرّ بأربع مراحل متعددة وصولاً إلى شكله الحالي.
وكانت المرحلة الأولى عام 1727- 1890م / 1139- 1309هـ، وتم اعتماد العلم السعودي بكلمة التوحيد في الدولتين السعوديتين الأولى والثانية.
أما الثانية فكانت في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ عندما تم إضافة سيفين متقاطعين. والمرحلة الثالثة تم فيها استبدال السيفين المتقاطعين بسيف مسلول في الأعلى. أما الأخيرة فأصبح السيف تحت كلمة التوحيد.وحظي "العلم السعودي" بمراحل تطوير في تصميمه منذ تأسيس الدولة السعودية في منتصف القرن
الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي، حتى عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ. وكانت الراية السعودية منطلقة من عمق الدولة السعودية التاريخي.
وتطور العلم السعودي في عهد الملك عبدالعزيز بفترة مبكرة؛ إذ أوضحت الصور المبكرة لجيش الملك عبدالعزيز في عام 1329هـ/ 1911م وجود العلم بلونه الأخضر، وعبارة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وفوقها سيف مسلول.
وأمر الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ بتشكيل هيئة التأسيس من عـدد من المستشارين والمندوبين، وكان من بين مهامها وضع شكل العَلم والنـقـود، وذلك في حفل البيعة في مكة المكرمة عام ١٣٤٤هـ/ ١٩٢٦م.
كما صدرت موافقته على تحديد مقاسات العلم وأشكاله، وقبول تبادل الأعلام مع الدول على مبدأ التجامل والتعارف الدولي العام في عام 1355هـ/ 1937م، قبل أن يصدر قرار في العام التالي من مجلس الشورى بشأن تخصيص علم جلالة الملك وعلم ولي العهد، وعلم الجيش والطيران الداخلي، والعلم الداخلي، والعلم البحري السعودي الملكي، والعلم البحري التجاري.
وكذلك صدر قرار آخر في عام 1371هـ / 1952م بشأن مقاسات الأعلام وتعديلاتها بناء على ما ورد من وزارة الخارجية بناء على مقترحات من السفارة السعودية في واشنطن.
وتواصل الاهتمام بالعلم السعودي في عهود الملوك أبناء الملك عبدالعزيز؛ إذ صدر في 2 صفر 1393هـ / 1973م نظام العلم للمملكة العربية السعودية بقرار من مجلس الوزراء، قبل أن تصدر بعدها بأعوام عدة اللائحة التنظيمية لنظام العلم.
وأخيرًا صدر في عام ١٤٠٧هـ/ ١٩٨٧م قرار من سمو وزير الداخلية بشأن المواصفات القياسية المعتمدة من الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس للعلم الوطني.