أكد مشرف مواد الهوية الوطنية بمكتب التعليم العالمي والأجنبي بجدة، سعود سعد الجابري، أن أهم مقومات الهوية الوطنية السعودية: الدين الإسلامي ـ الوطن ــ اللغة العربية ــ القيم ــ الثقافة ــ العادات والتقاليد والتراث الشعبي.
وأضاف الجابري أن الدين الإسلامي هو أول مقومات هويتنا والمصدر الأساسي لحضارتنا وفكرنا وسلوكنا، بدءاً من المعتقد بعقيدة التوحيد والتي قامت عليها البلاد، ونبذ الشرك والدعوة الى الإسلام (كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس)، إلى كافة تفاصيل الحياة .
وأشار إلى أنه جاء في المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم (المملكة العربية السعودية دولة إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام)، فالمملكة اتخذت من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دستوراً، ومن علمها راية تحمل كلمة التوحيد، خصائص عظيمة حباها الله لهذا الوطن العظيم تميز بها عن غيره من الأوطان، ففيه المسجد الحرام أول بيت وضع للناس، وفيه مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اهتمت الدولة السعودية منذ نشأتها بخدمة الإسلام والمسلمين، ولم تزل كذلك ــ ولله الحمد ــ بقيادة ولاة الأمر ــ حفظهم الله- وهذا يجعل كل مواطن يشعر بالفخر لانتمائه لهذا الوطن واستشعار فضله والدفاع عنه.
وواصل: وجاء في دستور البلاد المادة الأولى "المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة؛ دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله ولغتها هي اللغة العربية. وعاصمتها مدينة الرياض." وأكدت رؤية السعودية 2030 على مدى الاهتمام الذي توليه المملكة للغة القرآن الكريم، حينما تضمّنت الرؤية إشارة إلى ضرورة العناية باللغة العربية بوصفها جزءاً أساسياً من مكوّنات الهوية الوطنية السعودية، وقرار مجلس الوزراء (باعتماد اللغة العربية لغة رسمية في المؤتمرات والندوات التي تنظم داخل المملكة العربية السعودية، مع جواز استخدام لغة أخرى عند الحاجة) قد بين الدور الذي توليه المملكة في تعزيز اللغة العربية كأحد المقومات الأساسية للهوية فاللغة العربية مقوم من مقومات هويتنا وبها نفخر، وجهود المملكة داخليا وخارجيا لدعم اللغة العربية أكثر من أن تحصر.
ونوه بأن القيم هي المعيار الموجه للسلوك والعمل، والمبادئ التي تحكم سلوك الفرد والمجتمع، وتعد الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي لقيم المجتمع السعودي، القيم التي أطرت المجتمع وأكسبته هويته، ومن حق كل شعب أن يعتز بقيمه ومبادئه التي يقوم عليها كيانه وتميزه عن غيره، وإلا ذابت هويته، وفي المجتمع السعودي كثير من القيم التي نعتز بها من: احترام للكبير وإكرام للضيف والترابط الأسري هي قيم نبيلة عربية اقرها الإسلام وحث عليها.
واستطرد: الثقافة الإسلامية يندرج تحتها ثقافات متعددة من ثقافات الأمم الذين دخلوا الإسلام، وتتميز الثقافة السعودية بغنى عناصرها من تراث مادي وإنساني، وتقاليد وتطور حضاري عمراني، مع النمو المستمر في الفنون وحركات الإنتاج الفني النشر والتأليف الأدبي والفكري. وتتزايد في السعودية أعداد المكتبات العامة والمتاحف، والمناسبات الثقافية التي تعنى بإبراز هذا الجانب من السعودية، يلاحظ في السنوات الأخيرة دخول التطوير على ثقافتها المتمثلة في اللباس والفنون والعادات لجعلها مواكبة للعصر،وقد أنشأت وزارة الثقافة 2018م وما يندرج تحتها من مؤسسات وهيئات تحرص على الحفاظ على التراث التاريخي للمملكة مع السعي لبناء مستقبل ثقافي غنيّ تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون، وتُعزيز الثقافة كأسلوب حياة، مُساهمةً في النمو الاقتصادي، وخلق فرص للتبادل الثقافي العالمي.
وتابع: التراث هو ما خلفه الأجداد للأبناء من عادات وتقاليد وآداب، ويشمل أيضًا الأشعار، والألعاب والاحتفالات ونحو ذلك، وللتراث الشعبي في السعودية جمال خاص، حيث يفوح عبق الماضي وعظمة التاريخ وهذا التراث هو أحد مقومات الهوية الوطنية ومن أمثلته الفلكلور الشعبي، والزي السعودي، ومن أجمل ما يميز الشعب السعودي، حسن الضيافة، وحب العمل التطوعي والشهامة إن تراث أي دولة هو مكوناتها التاريخية، كلما امتدت عمقاً في التاريخ ترسخ وجودها وهويتها إن التمسك بمقومات الهوية الوطنية هو ما يحفظ المجتمع وخصوصيته فلا يذوب في هويات الدول الأخرى.
وختم بقوله: قال خادم الحرمين الملك سلمان ـ حفظه الله ــ "إن الحفاظ على هويتنا العربية والإسلامية وتراثنا وثقافتنا وأصالتنا من أوجب واجباتنا، ومكانة كل أمة تقاس بمقدار اعتزازها بقيمتها وهويتها"، ويتجسد حرص القيادة على الاهتمام بتعزيز الهوية الوطنية في رؤية المملكة 2030، حيث المحور الأول يهدف إلى بناء مجتمع حيوي قيمة راسخة وبنيانه متين، يعيش أفراده وفق المبادئ الإسلامية، ومنهج الوسطية والاعتدال معتزين بهويتهم الوطنية وبأصالتهم منفتحين على علوم العالم النافعة ومساهمين فيها.