دعا المستشار الاجتماعي طلال بن محمد الناشري، إلى إنشاء منصة وطنية للزواج للحد من العنوسة والطلاق؛ مشيرًا إلى أن الزواج هو مرحلة هامة في حياة الإنسان؛ فهو ليس مجرد تكوين علاقة عاطفية؛ بل هو ركيزة أساسية لبناء أسرة سعيدة ومستقرة، ومع ذلك يواجه العديد من الشباب والفتيات تحديات كبيرة في العثور على شريك حياة مناسب؛ مما يؤدي في بعض الأحيان إلى العنوسة وتأخر الزواج أو الطلاق.
وقال "الناشري" إنه لوحظ وجود زيادة كبيرة في معدلات "الطلاق في السعودية خلال عام 2022م"؛ إذ وصلت لـ(168 حالة يوميًّا، بواقع 7 حالات طلاق في كل ساعة، وبمعدل يزيد على الحالة الواحدة في 10 دقائق، وفي المقابل وصلت نسبة (العنوسة) بين السعوديات إلى (10%)؛ وذلك بحسب مسح الهيئة العامة للإحصاء، الذي حدد بداية دخول النساء لتلك المرحلة بـ(32 عامًا)؛ حيث بلغ 24ألف عانس في شهر رجب ١٤٤٤هـ، وهنا يجب معرفة الأسباب لوضع الحلول المناسبة، والذي يجب أن يكون تنفيذها تحت إشراف الجهات المسؤولة في الدولة مثل التنمية الاجتماعية، ومجلس الأسرة؛ لأن هذه الظاهرة تؤثر على بناء المجتمع واستقرار النمو النفسي والاجتماعي لأفراد المجتمع.
وبيّن أن التحديات التي تواجه الشباب والفتيات في الزواج تكمن في ضغوط المجتمع حيث يمكن أن تكون هناك ضغوط اجتماعية على الشباب للزواج من شريك معين أو في سن معينة؛ مما قد يؤدي إلى الإحساس بالقلق والتوتر والخوف من عدم نجاح الزواج لا قدر الله، وصعوبة العثور على شريك مناسب: في ظل التطورات الاجتماعية والتكنولوجية؛ فقد أصبح من الصعب على الشباب أو الفتيات العثور على شريك يتوافق معهم من حيث القيم والعادات والتقاليد والاهتمامات، وقلة الفرص.
وأضاف: قد يكون من الصعب على البعض العثور على الأزواج المناسبين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ مما يجعل مرحلة الزواج تجربة غامضة قابلة للنجاح والفشل لا قدر الله.
ودعا "الناشري" إلى أهمية إنشاء منصة وطنية للزواج "منصة زواج" لحل هذه المشكلة والحد من العنوسة والحد من زيادة معدلات الطلاق، وإيجاد الشريك المناسب للزواج بنسبة 80%؛ حيث يمكن إنشاء منصة وطنية للزواج تحت إشراف مجلس شؤون الأسرة التابع للتنمية الاجتماعية لتقديم العديد من الفوائد، والتقارب بين المقبلين على الزواج ومنها: توفير بيئة آمنة للتعارف وتوفير منصة آمنة وموثوقة يمكن للشباب والفتيات -تحت إشراف جهات إشرافية وتقنية إلكترونية مطورة- التسجيل فيها وإضافة كامل رغباتهم وميولهم وعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم في شريك حياتهم، وتعزيز التواصل والتفاهم.. وتسهل المنصةُ عملية معرفة الصفات الخاصة بشريك الحياة إلكترونيًّا بين الأفراد من مختلف الثقافات والخلفيات والمدن والقرى؛ مما يزيد من احتمال نجاح العلاقة الزوجية.
وتابع: لتعزيز الوعي الاجتماعي، يمكن للمنصة أن تقدم موارد ومقالات تثقيفية ودورات حول الزواج والعلاقات الناجحة، وتلزم الزوجين بحضور هذه الدورات؛ مما يساهم في بسط ثقافة الزواج الصحيحة.
واختتم: يعتبر الزواج ركيزة أساسية لبناء مجتمع سليم ومستقر من خلال توفير فرص الزواج بشكل أفضل، ويمكن للمنصة الوطنية للزواج أن تسهم في تشجيع الشباب على الاقتران بشريك حياتهم المناسب وبناء علاقات قوية ومستدامة، ونستطيع إن شاء الله الحد من زيادة نسبة العنوسة والطلاق في المجتمع السعودي.