يتناول الكاتب الصحفي صفوق الشمري الوضع الصعب لحراس الأمن السعوديين، داعيًا وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، إلى تناول القهوة مع مجموعة منهم، والاستماع إليهم؛ ليعرف كم رواتبهم؟ وكيف يدبرون حالهم لآخر الشهر، في حياة وعمل بلا تأمين صحي ولا برامج تطوير ملموسة، ولا يعرف أحدهم كيف سيكون وضعهم ومستقبلهم؟
حراس الأمن لم يتغير وضعهم
وفي مقاله "من يهتم لهؤلاء السعوديين" بصحيفة "الوطن"، يقول الشمري: "تصور معي المشهد، في حَر القايلة ومنتصف الصيف، وفي الظهاري ودرجات الحرارة في الأربعينات، أحدهم يقود سيارة قديمة إلى حد ما، وفاتح النوافذ -إشارة غالبًا لعدم وجود مكيف بالسيارة– وذاهب إلى عمله في أحد الأماكن الفخمة المترفة، واضح أن مكان عمله المترف لم يقدم له مواصلات مناسبة، وأيضًا لا يقدم رواتب جيدة، ربما تساعده لتحسين وضعه.. خلال زيارتي للمملكة خلال الإجازات ألاحظ التغير المستمر والبلد أصبح ورشة عمل ضخمة نشطة بالتغيير والتطوير والتحسين، لكن حال (حراس الأمن) لا تسرّ أبدًا، مع أنهم من ألطف الناس الذين تقابلهم في المولات والأماكن العامة، وتسر بالحديث معهم".
فنجان قهوة
ويتوجه "الشمري" إلى وزير الموارد البشرية، ويقول: "وزير الموارد البشرية أقترح عليك اقتراحًا، وش رأيك وأنت مخلّص دوامك من الوزارة أو الاجتماعات تقول لسائقك خلنا نمر على أحد المولات أو الأماكن، واجلس مع مجموعة من حراس الأمن السعوديين، واعزمهم على فنجان قهوة، واسمع منهم مشاكلهم واحتياجاتهم، اسمع منهم كم رواتبهم؟ وكيف يقدرون يدبرون حالهم لآخر الشهر، ورجاء خلّ حساب القهوة عليك؛ لأنهم رغم وضعهم، فهم كرماء، وسيبادرون للدفع ونفسهم عزيزة".
وضع حراس الأمن مأساوي
ويؤكد الكاتب أن وضع حراس الأمن مأساوي، ويقول: "لست حالمًا ولا مثاليًا أكثر من اللازم، وأعرف أن الغنى والفقر من بداية البشرية، بل تخصصي السياسة الواقعية، لكن وضع حراس الأمن بكل بساطة مأساوي، إن أهم فئة يجب أن يحرص عليها المسؤول هي الفئات الأضعف، أما الأغنياء والطبقات البرجوازية فيقدرون يدبرون أعمارهم! حارس أمن يداوم دوامًا شاقًا -والشغل ما هو عيب- لكن في الأخير لا يأخذ إلا الفتات! تجده مثلا حارسًا على مطعم من المطاعم الفاخرة التي ثمن الوجبة فيها يعادل راتب الحارس الشهري وشفناها كثيرًا".
ماذا يفعل حارس الأمن في مواجهة الغلاء
ويضيف الكاتب قائلًا: "عندما ترتفع الأسعار والغلاء العالمي الحالي، حارس الأمن كيف يدبر نفسه؟ كيف يشتري المقاضي الأساسية؟ وكيف يشتري مقاضي البيت لزوجته أو أهله؟ لا أعلم إن كان بعض المسؤولين والتجار يروح يتقضى بنفسه! ما يحصل الآن أن الأساسيات، وليس الكماليات، تُكلف مبلغًا كبيرًا لدخل حارس أمن، فما بالك ببقية الاحتياجات، هذا غير إذا كان عازبًا، كيف يتزوج؟!، أو إذا كان بدون سيارة، كيف يدفع أقساط سيارة؟، والمعضلة الكبرى السكن والإيجار، والتي أصبحت نارًا، مع أننا في فصل الصيف والحرارة تكفي، طبعًا تملك بيت لرجل الأمن تقريبًا من الأحلام".
صعب يبقى وضعهم على ما هو عليه
وينهي "الشمري" قائلًا: "هؤلاء اللطفاء من حراس الأمن يقومون بدور كبير في المجتمع، من يحرس الأولاد والصغار في المولات وأماكن لعبهم، ووجودهم مهم لحركة التجارة والدورة الاقتصادية في البلد، ومع ذلك رواتب ضعيفة، ولا توجد مواصلات مقبولة في كثير من الشركات، ولا تأمين صحي، حتى برامج تطوير ملموسة لا توجد لهم، يعني كيف سيكون وضعهم ومستقبلهم؟ هم يحتاجون دعمًا واهتمامًا فوريًا من الوزارة والشركات، وصعب جدًا يبقى وضعهم على ما هو عليه".