الراحل شايع النفيسة.. "السبّاح" الذي رفض الهلال والنصر من أجل "الكوكب"

صاحب أول هدف سعودي في النهائيات الآسيوية الذي حصد محبة الناس
شايع النفيسة صاحب أول هدف سعودي في النهائيات الآسيوية
شايع النفيسة صاحب أول هدف سعودي في النهائيات الآسيوية

تلقّى الشارع الرياضي السعودي صدمة محزنة بعد الإعلان عن وفاة لاعب نادي الكوكب والمنتخب السعودي السابق، شايع النفيسة، الذي رحل عن عمر يُناهز 61 عامًا، بعد تعرّضه لوعكة صحية.

وشاركت الجماهير في توديع الراحل من خلال وسم “شايع النفيسة في ذمة الله” الذي أصبح ضمن قائمة الأكثر تداولًا عبر “تويتر"، واصفين إياه بـ" اللاعب الخلوق"، كما نعاه عدد من مسؤولي الرياضة في المملكة، متذكرين إنجازات صاحب أول هدف سعودي في النهائيات الآسيوية.

من جانبه، قال وزير الرياضة، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل عبر حسابه على تويتر: "رحِم الله اللاعب الدولي السابق النفيسة، وأسأل العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم مغفرته.. خالص العزاء وصادق المواساة لأسرته وذويه ولكل الرياضيين.. إنا لله وإنا إليه راجعون".

كما كتب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، تغريدة ودّع فيها اللاعب الراحل، إذ قال: "أحر التعازي وصادق المواساة، في وفاة لاعب المنتخب الوطني ونادي الكوكب السابق شايع النفيسة، أسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أسرته الكريمة ومحبيه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون".

بدوره، نشر حساب نادي الكوكب تغريدة في وداع النفيسة، قال فيها: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. ينعى نادي الكوكب اللاعب الدولي الكبير شايع النفيسة الذي توفي أمس، الصلاة على الفقيد بعد صلاة عصر اليوم الإثنين في جامع الملك عبدالعزيز بالخرج والدفن في مقبرة الثليماء، إلى جنة الخلد -بإذن الله"، كما كتب حساب دوري روشن السعودي: "تتقدم رابطة الدوري السعودي للمحترفين بأحر التعازي وصادق المواساة لأسرة اللاعب الدولي السابق النفيسة؛ الذي وافته المنية اليوم، سائلين المولى -عز وجل- أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان".

السباح الفنان

وُلد الراحل شايع النفيسة في عام 1382هـ، في حي البقشة أحد أحياء مدينة السيح في محافظة الخرج، وبدأ حياته الرياضية ممارسًا لرياضتي السباحة وكرة القدم، حيث سجّل اسمه في قوائم الناشئين في نادي الكوكب، في لعبتي السباحة وكرة القدم، وكانت المفاجأة أنصاحب الـ15 عامًا حقق نجاحًا كبيرًا في المجالين، مع العلم أنه كان يمارس السباحة بشكل احترافي وذاع صيته بها في محافظته الخرج، ولُقب بين أقرانه بـ "السباح الفنان"، إلا أنه في النهاية اختار التركيز في مجال الساحرة المستديرة.

وتدرج "النفيسة" مع فريق الكوكب سريعًا من الناشئين إلى الشباب ثم الفريق الأول، حتى إنه لعب للدرجات الثلاث معًا في موسم واحد من فرط تألقه وقدراته الهائلة وحاجة الفرق الثلاثة له في النادي.

أمّا انضمامه إلى صفوف المنتخب السعودي فلها قصة لا تُنسى، حيث قال النفيسة في حوار صحفي سابق: "أتت الشركة المسؤولة (جيمي هيل) للخرج في وقت كانت فيه مباراة بين الكوكب والشرق في درجة الشباب، وقد تفوقت في هذه المباراة التي انتهت لصالحنا بخمسة لصفر سجلتها جميعاً، بعدها قرّروا ضمي للأخضر".

أرقام مُشرّفة

تحمل مسيرة شايع النفيسة عديداً من الأرقام المُشرّفة، حيث لعب مع "الأخضر" 8 سنوات متتالية، وسجل أهم أهدافه وهو الهدف الأول في مرمى منتخب كوريا الجنوبية عام 84م في تصفيات لوس أنجلوس، كما يعد صاحب الهدف الأسطورة في مرمى المنتخب الصيني في نهائيات كأس آسيا عام 84، حينما فاز المنتخب السعودي في تلك المباراة بهدفين نظيفين.

يذكر أنه قبل نسخة آسيا 84، لم تكن السعودية قد توجت بأي لقب قاري أو خليجي، فأول لقب لكأس الخليج للأخضر جاء في 1994، أو حتى صعدت لكأس العالم، حيث كان التأهل الأول في أمريكا 94.

قصة وفاء

لعب النفيسة مع ناديه الكوكب من عام 1978 حتى 1991 ورفض الانتقال رغم العروض التي وصلته من أندية كبيرة في الدوري السعودي، حيث تلقى عروضًا مالية مغرية جدًا من أندية مثل الهلال والنصر والاتحاد من أجل الانتقال إلى صفوفها، إلا أنه رفض كافة تلك العروض وفضّل البقاء في ناديه الصغير "الكوكب"، وقال الصحفي دباس الدوسري، إن شايع أحب الكوكب وفضّل البقاء ضمن صفوفه ورفض كل الإغراءات من الأندية الجماهيرية والكبيرة.

ولم تدم مسيرة شايع النفيسة مع كرة القدم طويلًا، إذ لعبت الإصابات دورًا أساسيًا في حرمان المنتخب السعودي من أحد أبرز نجوم جيله الذهبي الأول في الثمانينيات، حيث تعرض شايع لثلاث إصابات صعبة متتالية في ركبته كان آخرها الرباط الصليبي الذي حال دون عودته لمستواه السابق مما جعله يُفضل الاعتزال والابتعاد عن كرة القدم، ليعمل بعد ذلك مساعدًا لمدير بيت الشباب بمحافظة الخرج.

محبة الناس

وفي حوار صحفي أدلى به النفيسة في عام 2008، نفى أن يكون قد شعر بعدم وفاء الوسط الرياضي معه، حيث قال: "لم يكن هناك جحود ولله الحمد، وان كان هناك تقصير فهو مني شخصياً، فالوسط الرياضي لم يقصر معي، ولكن بصراحة ابتعدت عن المجتمع الرياضي بعد أن خدمت فيه عدة سنوات، حيث تفرغت لبيتي وأسرتي، وإن كانت هناك اتصالات مع بعض الزملاء لكنها ليست بتلك الصورة التي كنّا عليها أيام زمان ويعود ذلك لظروف الحياة".

وحول ماذا أعطته كرة القدم، قال النفيسة: "صراحة أعطتني محبة الناس واحترامهم وهذا كل ما استفدته من الوسط الرياضي".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org