"النعيم": تقنيات الواقع الممتد تعيد تشكيل مشهد الأعمال في أرامكو السعودية

قال: العمل بالمنصات البحرية مَهمة محفوفة بالتحديات.. وأنشأنا أنظمة محاكاة افتراضية لـ40 حالة
نبيل النعيم
نبيل النعيم

قال النائب الأعلى للرئيس للتحول الرقمي وتقنية المعلومات في أرامكو السعودية نبيل النعيم: إن العمل في المنصات البحرية مَهمة محفوفة بالتحديات؛ لذلك من المهم أن يحظى الموظفون الجدد بالتدريب المتقن على المهمات الملقاة على عاتقهم.

وأضاف "النعيم"؛ نظرًا لوجود مستوى محدد من التدريب يحتاجه المتدربون دون زيارة للموقع الميداني؛ فإن الواقع الافتراضي (VR) يمكن أن يكون مفيدًا لخوض تجربة محاكاة واقعية لمنصة بحرية، تساعد المتدرب في القيام بالمهمات مع مراعاة أعلى معايير السلامة.

وتابع: هذا مثال واحد فقط من بين طرق عديدة يتبعها الواقع الافتراضي والواقع المعزز (AR) في إحداث تحول في مجال التدريب والعمليات في قطاع الطاقة. ولأننا نعمل على تعزيز السلامة، وتوفير الوقت، وتقليل تكاليف الإنتاج؛ فقد أطلقنا في أرامكو السعودية مجموعة من البرامج، ونعمل على إطلاق المزيد منها؛ بحيث يمكن لإدارات الشركة إنشاء تطبيقاتها الخاصة من تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز حتى يتسنى لها التعامل مع تحديات معينة ومعالجتها.

وأضاف "النعيم": هناك اتفاق على أن التدريب يقدم الكثير من التعليم. ولكن، في قطاع الطاقة -بشكل خاص- يكون التعلم في موقع العمل مرتبطًا بكثير من التحديات، وغالبًا ما يكلف الوصول إلى المرافق في الأماكن النائية الكثيرَ من المال والوقت؛ مما يجعلنا نحرص على تدريب موظفينا قبل وصولهم إلى موقع العمل؛ ولذلك قمنا بإنشاء أنظمة محاكاة افتراضية لـ40 حالة من حالات استخدام التدريب الصناعي، بدءًا من تشغيل جهاز الحفر ودعم أنظمة التحكم في الآبار، وصولًا إلى تصميم السفن والأعمال الكهربائية؛ فالمدربون ينضمون إلى عمليات المحاكاة مستخدمين -على سبيل المثال- نظارة الواقع الافتراضي التي توفر رؤية كاملة لموقع العمل كما لو أنهم موجودون هناك، ويتفاعلون مع البيئة بواسطة جهاز تحكم محمول، ويُجرون اختبارات لحلول مختلفة للمشكلات ويرصدون النتائج.

وأردف "النعيم": ولا يقتصر الأمر على كون هذا النوع من التدريب أكثر أمانًا، بل يسهل على الشخص أيضًا أن يتذكره بنحو أفضل من الدروس التي تَعَلّمها في فصل دراسي تقليدي؛ حيث يتعلم بالاستفادة من التجربة المحاكية للواقع.

وقال: من المزايا الأخرى للتدريب على الواقع الافتراضي؛ أنه يمكن أن يحاكي أحداثًا نادرة قد تكونُ محاولة إعادتها في التدريب الواقعي أمرًا غير عملي. وعلى سبيل المثال، يُعتبر إيقاف تشغيل المصفاة أمرًا مكلفًا ومعقدًا؛ ولكن يمكن القيام به في الواقع الافتراضي بضغطة زر.. ومن الفوائد العديدة أيضًا توفير الوقت؛ إذ تَبين أن تجربة التدريب في موقع العمل تستغرق من ثلاثة إلى ستة أشهر قبل أن يصبح المتدرب ملمًّا بمهمات وظيفته الجديدة بشكل كامل. وهذه هي المدة التي يستغرقها الأمر عادةً لتجربة جميع مهمات بيئة عملهم؛ بينما يساعد الواقع الافتراضي على اختصار هذه العملية بشكل كبير.

وأكمل: يقدم الواقع الافتراضي أيضًا فوائد بيئية؛ حيث يستخدم في أرامكو السعودية لتدريب الإطفائيين على منع إطلاق مواد كيميائية أثناء تمرينات التدريب البدني. ومع إضافة تقنية اللمس -هذه التقنية تسمح بردّ الفعل اللمسي لمحاكاة الأحداث الواقعية- يسهم ذلك في تحسين تدريب الإطفائيين في الشركة؛ بحيث ترتفع حرارة ملابسهم كلما اقتربوا من النار الافتراضية، ويستجيب الخرطوم الذي يحملونه للضغط.

تعزيز العالم الواقعي

وأضاف "النعيم": بينما يعمل الواقع الافتراضي على دمج المستخدم في العالم الذي تجري محاكاته؛ يضع الواقع المعزز طَبَقات من المعلومات فوق العالم الواقعي باستخدام النظارات الذكية. ويمكن استخدام ذلك للتدريب أيضًا، أو لتبسيط المهمات المعقدة؛ مثل وضع ملصقات على المُعدات للمساعدة في تسهيل أعمال الإصلاح. كما يتيح الواقع المعزز للزملاء في العمل التعاون باستخدام العالم الواقعي كإطار لربطهم معًا، ويمكن للخبير والمستشار استخدامه لتقديم النصح والمشورة بشأن مشروع إنشائي أو موقع حفر، وبغض النظر عن المسافة التي تفصل بينهما، يمكن لمن هم في المكتب الرئيسي أو في المواقع التابعة استخدامُ شاشة، وكاميرا، وميكروفون، ومكبر صوت، ووصلة إنترنت؛ لإرسال إشارات بصرية لموظف يبعد عنهم آلاف الكيلومترات.

ولا تألو أرامكو السعودية جهدًا في استكشاف الفرص الهائلة الكامنة في الواقع الافتراضي والواقع المعزز اللذيْن يُعرفان معًا بتقنيات الواقع الممتد (XR)، وهي تقنية ذات استخدامات عديدة تطمح الشركة إليها لإدارة المشاريع الافتراضية، والاجتماعات عبر التقنيات الغامرة وهي مجموع تقنيات تدمج الواقع الحقيقي بالواقع الافتراضي عن طريق التفاعلات الحاصلة بين الإنسان وتقنية الكمبيوتر أو الأجهزة الذكية القابلة للارتداء.

أسّس واقعك الممتد

وتابع: يتطلب تطبيق حلول الواقع الممتد العديدَ من التقنيات الداعمة. مثل شبكة اتصالات جيدة من الجيل الخامس، والتأكد من توفرها وموثوقيتها في الحقل، وبنية تحتية سحابية يمكن من خلالها تقديم جميع الخدمات المطلوبة. وبالنسبة لشركة مثل أرامكو السعودية؛ فإنها تمتلك بنية تحتية حساسة ومن المهم للغاية حماية أنظمتها من الهجمات الإلكترونية.

وأضاف "النعيم": تدرك الشركة أن تحقيق الاستفادة القصوى من تقنية الواقع الممتد، يُحَتم على كل إداراتها أن تهتم وتطور حلولها الخاصة. وعلى سبيل المثال، تستخدم أرامكو السعودية من خلال برنامجها لتطوير الموظفين، تطبيقًا يسمح لموظفيها بإحداث تفاعلات بسيطة في الواقع المعزز باستخدام واجهة "سحب وإفلات"، سواء كان ذلك على هاتف ذكي أو جهاز لوحي أو نظارات ذكية. ومع تطوير برامج جديدة، تتم إضافتها إلى صفحة مركزية؛ يمكن للمستخدمين تصفح الحلول المتاحة وتحميل الأدوات المناسبة.

وبالنسبة للكثيرين؛ فقد دخل الواقع الممتد إلى حياتهم على هيئة ألعاب سواء كان مُحاكيًا للسباقات في الواقع الافتراضي أو تطبيق واقع معزز على الهواتف الذكية مثل "بوكيمون غو"؛ أما بالنسبة للشركات، فتكمن القيمة الحقيقية للاستفادة من الواقع الممتد في قدرتها على المساهمة في حل التحديات الحقيقية التي تواجه الأعمال. وفي ظل ما تُحرزه الثورة الصناعية الرابعة من تقدم في العالم الواقعي؛ تتطور قدراتنا في الفضاء الافتراضي أيضًا.

ولفت إلى أن الواقع المعزز والواقع الافتراضي يُعَدان بمثابة لَبِنَات أساسية تساعد في تشكيل (الميتافيرس) وهو إصدارات مستقبلية مفترضة للإنترنت، مكونة من محاكاة ثلاثية الأبعاد لا مركزية ومتصلة بشكل دائم. ومن المتوقع في المستقبل القريب أن نرى مراكز تدريب افتراضية، واجتماعات وورش عمل تفاعلية تُعقد جميعها في الفضاء الرقمي. ولن يصبح مستغربًا تلقي دعوة لحضور فعالية أو منتدى افتراضي يستضيفه الميتافيرس.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org