حمّل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني مسؤولية الاحتجاجات الشعبية في إيران للسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة، زاعمًا أنها تجري في إطار الحرب غير المباشرة التي يشنها عدد من بلدان العالم ضد طهران.
وتعليقًا على هذه الاتهامات أوضح المحلل السياسي مبارك آل عاتي لـ"سبق" أن الاتهامات الإيرانية للمملكة بأنها تقف وراء الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في المدن الإيرانية لتؤكد أنها تبحث عن مخرج لأزمتها الخانقة من خلال اختلاق أسباب خارجية؛ ما يثبت فشلها السياسي وتخبطها الاقتصادي، مؤكدًا أن المملكة في الأساس لا تتدخل في شؤون الآخرين.
وأضاف أن السبب الحقيقي لتلك الاحتجاجات جاء نتيجة لاستياء الشعب الإيراني من أوضاع بلاده المأساوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ورفضه استغلال السلطات لثروات ومقدرات الشعب لصالح طغمة محدودة في نظام المرشد والطبقة المحيطة به كرئيس الحكومة روحاني ورئيس الحرس الثوري ورئيس البرلمان.
وأضاف أن انتفاضة الإيرانيين جاءت على خلفية فساد النظام، وزيادة عدد الفقراء والمهمشين، إلى جانب انتهاك حقوق الإنسان، في وقت تُوجه الحكومة الإيرانية معظم ميزانيتها إلى الميليشيات المسلحة في الخارج، للبحث عن نفوذ في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين.
وأشار إلى تعمد وسائل الإعلام الداخلية المحلية تجاهل ذلك الفساد وتصويره على أنه أمر معتاد غير قابل للنقاش وأنه يصبُّ في صالح بقاء إيران قوية عسكريًّا رغم أن السقوط يتهددها في الواقع؛ ما ساعد أيضًا في تأجيج مشاعر الغضب والرفض الشعبي المتزايد في نفوس الإيرانيين المضطهدين من قبل الأقلية الفارسية التي انفردت بالقرار والمقدرات والثروات وتركت بقية الأعراق ترزح تحت خط الاضطهاد والجوع وتفشي الفقر وانتشار الفساد والرشوة والمحسوبية، وأصبح التشرد وتعاطي المخدرات مخرجًا لفئات كثيرة من الشعب الإيراني المغلوب على أمره.
وأكد أن هذه الاحتجاجات التي جاءت تعبيرًا عن مظالم داخلية متراكمة منذ ثورة الخميني 1979 تختلف في خطورتها عن التظاهرات التي حدثت عام 2009؛ فهذه التظاهرات تفتقد وجود قيادة محددة؛ ما يجعل سقف أهدافها مرتفعًا جدًّا وغير محدد وغير معروف مداها الزمني؛ نظرًا لأن ما أفشل تظاهرات 2009 هو وجود قيادة محددة ممثلة في "موسوي وخروبي"، التي انتهت باعتقالهما وإيداعهما في غياهب السجون حتى الآن وسط صمت المجتمع الدولي.
وأضاف أن المشهد السياسي الدولي يختلف اليوم عنه إبان عام 2009؛ نظرًا لوجود الرئيس ترامب في البيت الأبيض والذي أعلن دعمه لقرار الشعب الإيراني في خيار التغيير؛ وهو الأمر الذي لم يجرؤ سلفه أوباما على فعله مع احتجاجات 2009؛ بل إن أوباما قدم دعمًا سياسيًّا لطهران من خلال استمراره التفاوض مع النظام على برنامجها النووي رغم وجود الاحتجاجات آنذاك.