قال أستاذ المناخ بجامعة القصيم "سابقاً"، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية الدكتور عبدالله المسند؛ إن الأعاصير شبه المدارية المتوسطية ظاهرة مناخية نادرة في حوض البحر المتوسط؛ كون درجة حرارة مسطح البحر المتوسط ليست حارة بما يكفي لتولد الأعاصير، كما في المناطق المدارية.
وأوضح "المسند"؛ أن أعاصير تنشأ في غرب البحر المتوسط أو وسطه، تشبه الأعاصير المدارية التي تنشأ بين خط الاستواء ومدارَي السرطان أو الجدي، ويسميها علماء المناخ باسم Medicanes (الاسم هجين بين اسمَي البحر المتوسط واسم الإعصار)".
وأضاف: "العجيب أن بعضها من القوة لدرجة أنه يصل إلى فئة إعصار من الدرجة الأولى، وهي أعاصير تدور عكس عقارب الساعة؛ كونها عبارة عن منخفضات جوية عميقة، ولها أحياناً عين في مركزها، وتحمل معها عواصف رعدية مزمجرة، وتتحرّك في حوض البحر المتوسط بوجهٍ عام من الغرب إلى الشرق".
وتابع: "وتؤثر -الأعاصير شبه المدارية المتوسطية- في الدول المطلة والقريبة منها، وأكثر الدول معاناة من تلك الأعاصير اليونان، وتكمن خطورة هذه الظاهرة الجوية في تشكُّل أمواج عالية، وأمطار غزيرة، وفيضانات مدمّرة، ورياح عاتية، واضطرابات جوية في المنطقة، وتتسبّب أحياناً في إغلاق بعض الموانئ البحرية في البحر المتوسط، وبعض المطارات، بل نتج عن بعضها ضحايا بالعشرات، ومن المتوقع أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد تزيد من تولد مثل هذه الظاهرة في المستقبل".
واختتم يقول: "لا توجد وكالة مسؤولة عن الأرصاد الجوية تتبنى رسمياً مراقبة تكوين وتطوير وتسمية مثل هذه الأعاصير في البحر المتوسط، هذا والله أعلم".