تصنف المملكة من أكثر دول العالم استهلاكًا للبن لارتفاع معدل استهلاك الفرد السعودي للقهوة، وتقدر الكميات المستوردة سنويًاً للأسواق السعودية من البن نحو 73 ألف طن، ويبلغ معدل إنفاق السعوديين على إعداد القهوة أكثر من مليار ريال، بواقع يتجاوز 80 ألف طن.
وفي التفاصيل، نجحت المملكة في تسجيل عنصر"البن الخولاني السعودي- المهارات والمعارف المرتبطة بزراعته-" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة "اليونسكو".
ويضمن تسجيل البن الخولاني السعودي لدى "اليونسكو" خلق نافذة دولية بين المجتمعين المحلي والدولي، ووسيطًا ينقل ثقافة المكان والإنسان، ومساحة لتعزيز فرص استثماره وضمان استدامته.
وتحتل محافظة الدائر في الجهة الشرقية لمنطقة جازان، المركز الأول على مستوى المملكة في عدد المزارع وأشجار البن الخولاني السعودي، حيث يبلغ عددها 994 مزرعة تحتضن أكثر من 218 ألف شجرة بن، لإنتاج أكثر من 600 ألف كيلو من البن الخولاني السعودي كل عام.
وفي آخر إحصائية عن إنتاج البن وعدد المزارع والأشجار في المملكة للعام 1440هـ، بلغ الناتج المحلي من البن العربي 646 طنًا، كما بلغ عدد مزارع البن 847 مزرعة احتوت على 100 ألف شجرة بن، منها 82390 شجرة مثمرة.
وسعت وزارة البيئة والمياه والزراعة نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال مشروع تأهيل المدرجات الزراعية في جازان وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار ونظم الري الحديثة، وتطوير الزراعة المحصولية، وذلك لتوفير كميات كبيرة من المياه، ورفع كفاءة استخدامها في الأغراض الزراعية، والاعتماد على مصادر متجددة تُسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية، وزيادة إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وعززت أرامكو جهودها أخيرًا بتوقيع مذكرة لإنشاء مركز البن السعودي في منطقة جازان مع هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان، وجمعية البر الخيرية بمحافظة الدائر، بهدف تعزيز استخدام أحدث التقنيات لإنتاج شتلات البن، ورفع الطاقة الإنتاجية إلى أكثر من 300 ألف شتلة سنويًا، وأسهم برنامج أرامكو السعودية منذ انطلاقته في زراعة أكثر من 200 ألف شتلة بن، ودعم 975 مزارعًا، بقدرة إنتاج تجاوزت 800 طن من القهوة بنهاية عام 2021م.
يُذكر أن شجرة البن الخولاني السعودي في المملكة، شجرة خشبية أوراقها تشبه رأس الحربة، ولها أوراق صقيلة ولامعة ودائمة الخضرة، وأزهار نجمية بيضاء اللون ذات رائحة زكية، تعد ذاتية التلقيح بساق واحدة وعدة فروع، ارتفاعها يبلغ بين 3 إلى 7 أمتار، وعرضها بين 3 إلى 4 أمتار، ثمرتها خضراء بحجم حبة الزيتون دائرية الشكل، تتجمع على شكل طوق في الغصن عند منبت الورقة.
ويوجد في الغصن عددٌ من العقود المثمرة بمتوسط سبعة عقود للغصن الواحد، وتكتسي ثمرة البن اللون الأحمرعند النضوج ثم البني الداكن، وتحوي الشجرة في داخلها فصين من البذور، يفصل البذورعن القشرة مادة هلامية حلوة المذاق، تتحول المادة الهلامية بعد التجفيف إلى مادة صلبة زجاجية تفاحية اللون.
من جهة أخرى، تؤكد خطوة تسجيل البن الخولاني السعودي على قيمته العالية، وتجذره في الثقافة السعودية باعتبار تاريخ زراعته الممتد لأكثر من ثمانية قرون في جنوب المملكة.
ويمهد تسجيل البن الخولاني السعودي للتعريف بالسعوديين وثقافتهم على المستوى الدولي، كونه إرثًا تاريخيًا واجتماعيًا مرتبطًا بعادات وتقاليد ومظاهر الضيافة والاحتفاء والشعر، وجزء من الحياة، وسلعة للتداول عند السعوديين بشكل عام.