أكد الدكتور رياض بن ناصر الفريجي، خبير الاتصال والتميز المؤسسي، أنه في عالم الأعمال المعاصر يمثل التميز المؤسسي هدفًا استراتيجيًّا، تسعى إليه المنظمات لتعزيز استدامتها ونجاحها.. ويتجلى هذا التميز من خلال تحسين العمليات، وتبنِّي الابتكار، وتعزيز التفاعل الإيجابي مع أصحاب المصلحة.
وقال: "نجحت السعودية في لعب هذا الدور من خلال موسم الحج، وإخراجه بصور إنسانية، عكست القيم التي تتحلى بها المملكة.. وهي تنظم هذه الشعيرة كل عام. وقد تميزت الجهات العاملة بالحج في إيصال رسالتها الاتصالية باحترافية عالية".
وأضاف لـ"سبق": "يلعب الاتصال المؤسسي دورًا حيويًّا في تحقيق التميز؛ إذ يساهم في بناء هوية قوية للمنظمة، وتعزيز الشفافية والتفاعل الفعال بين الإدارة والموظفين والجمهور".
وتابع: "لطالما كان الاتصال المؤسسي جزءًا لا يتجزأ من نجاح المنظمات؛ إذ يستخدم لبناء صورة إيجابية، وتعزيز العلاقات مع الجمهور الداخلي والخارجي، ومع تطور مفهوم التميز المؤسسي أصبح الاتصال المؤسسي أكثر تعقيدًا وديناميكية؛ إذ لم يعد يقتصر على نشر المعلومات وإدارة العلاقات العامة، بل أصبح أداة استراتيجية، تُستخدم لتحقيق أهداف الأعمال، وضمان الاستدامة".
وزاد: "تشير الدراسات إلى أن 75% من المنظمات التي تعتمد استراتيجيات اتصال مؤسسي فعالة تحقق مستوى عاليًا من التميز المؤسسي مقارنة ب 50% من المنظمات التي لا تعتمد على هذه الاستراتيجيات؛ فالاتصال المؤسسي يعكس التزام المنظمة بالاستدامة من خلال اتصالات الاستدامة، التي تشمل نقل المعلومات المتعلقة بالممارسات البيئية والاجتماعية والاقتصادية المستدامة".
واستدرك الفريجي، الحاصل على دبلوم اتصالات الاستدامة، بأنه "تبين أن 80% من العملاء يفضلون التعامل مع منظمات تُظهر التزامًا واضحًا بالاستدامة؛ ما يعزز الثقة والمصداقية، ويحسن السمعة، من خلال تقارير الاستدامة والمبادرات المعلنة، إذ تسهم اتصالات الاستدامة في بناء صورة إيجابية، وجذب العملاء والمستثمرين".
وقال: "داخليًا، يعزز الاتصال المؤسسي فاعلية التواصل بين الإدارة والموظفين، إذ أظهرت الأبحاث أن الشركات التي تتبنى استراتيجيات اتصال داخلي متميزة تتمتع بمستويات رضا وظيفي أعلى بنسبة 60%؛ ما يزيد من التحفيز والإنتاجية".
واسترسل: "تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًّا في الاتصال المؤسسي؛ إذ أظهر تقرير حديث أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية يرفع فاعلية الاتصالات بنسبة 70%. وباختصار يظهر التميز المؤسسي عندما تدمج استراتيجيات الاتصال المؤسسي مع اتصالات الاستدامة؛ ما يساهم في تحقيق أهداف الاستدامة، وبناء علاقات قوية مع أصحاب المصلحة. وهذا النهج المتكامل هو المفتاح لتحقيق التميز المؤسسي في العالم الحديث".
واختتم بالقول: "وعند التوسع في مفهوم الاتصال المؤسسي والإدارة الإعلامية لا يمكن نسيان نجاح السعودية من خلال برامجها المتنوعة من بناء صورة ذهنية مميزة؛ فموسم مثل الحج يعد ميدانًا خصبًا، تستثمر فيه القطاعات الحكومية، خاصة الأمنية والصحية، وكذلك المتطوعون؛ لإيصال رسالة المملكة الكبرى، وهي خدمة ضيوف الرحمن، وتسهيل أداء مناسكهم.. وقد نجحت السعودية في هذا المجال بقدرة إعلامية وخبرة في إدارة الحشود".