استشعرت الدولة مسؤولياتها تجاه مواطنيها لحمايتهم من الأخطار المحدقة بهم، فالحرب التي يقودها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وولي عهده الأمين على الفساد الوظيفي والمالي لم تستثنِ ضروب الفساد الأخرى، فانطلقت الحملة الأمنية التي تتعقب المروجين بإشراف وتوجيه مباشر من ولي العهد -حفظه الله- تبعها تحرك سريع وإيجابي لملاحقة أربابها، فوجّهت هذه الهجمة الأمنية ضربات استباقية نوعية.
وخاض الجهاز الأمني حرباً ضروسًا ضد السرطانات التي تستهدف بها الجهات المعادية المملكة، آفة المخدرات التي أهلكت الاقتصاد والأنفس وهددت استقرار المجتمعات والأمان الاجتماعي والأمن الأسري.
فجهود المملكة للتصدي لهذه الآفة؛ تاريخية ثابتة ولديها خطط واسعة لاقتحام أوكار المروجين الذين يوقعون بضحاياهم عبر هذه التجارة للبحث عن ملذات وقتية، فالمتابع يلحظ كيف تحبط المملكة كميات ضخمة في طريقها للدخول أو الخروج أو حتى الترويج، وهذا يعني وجود أجهزة واعية تعمل بقدرات احترافية أكبر من مراوغات تجارها.
لم تكن المخدرات وباءً محلياً يتقصّد مجتمعاً بعينه، بل خطراً عالمياً تقاومه الأجهزة الداخلية للدول وتتصدى لتجارته الدولية منافذها بعين يقظة وحراسة مشددة، وقد نجحت السعودية في مواجهة هذا النشاط المحرّم وقطعت الطريق عليهم بكميات مصادرات تعكس كفاءة رجال الجمارك ومكافحة المخدرات.
المخدرات ليست نشاطاً تجارياً فحسب، بل سلاحاً مدمراً يقضي على المجتمعات ويهز ثباتها، فتقوم الدول المعادية باستثمار بارونات المخدرات وهذه التجارة العابرة للحدود بضرب أمن الدول واستهداف شبابها حتى يفقدوا بوصلتهم الراشدة من آثار السموم التي تفقد الفرد قواه العقلية وجهازه العصبي والنفسي فيكون مستعداً لارتكاب أفظع الجرائم تحت ضغط المخدر فيصبح أشبه بالمفخخ الجاهز للتجنيد في عمليات قذرة.
يطور منتجو هذه المدمرات من قدراتهم حتى بدأوا بتجهيز المخدرات الصناعية التي تعدّ وتحضر داخل الدول كمخدر الكريستال أو الشبو المصنّف كأحد أخطر أنواع المخدرات، إذ يسهل إدمانه وانتشاره في الجسد ليتوغّل في الجهاز العصبي، وآثاره على المتعاطي سريعة ومهلكة وله مضاعفات كارثية على الصحة العامة، لكن بالوعي ودور الأسرة تجاه المدمن وغيره مهم، فالجهود الأمنية لا تكتمل دون مشاركة فردية.
فسجّلت هذه المعركة تضامناً شعبياً كبيراً، ووقف المواطنون مع هذه الحملة التي تقف وراءها أعلى القيادات، بصفتها حرباً دينية وأخلاقية للحفاظ على صحة الشباب ومواجهة من ضعفوا أمام المال بغية الربح السريع وإحالتهم ليقول القضاء كلمته، وانتشال من غرق في براثنها وضاع في غياهب الإدمان ليصبح عاملاً مساهماً في بناء وطنه.
وكتب المغردون على "تويتر" عبارات الشكر والثناء متبوعةً بالدعاء، ولعبوا أدوراً وطنية وتوعوية عكست حرصهم على حماية مجتمعهم وأمنهم، فصعد وسم #الحرب_على_المخدرات الترند وكل يوم يشهد نشاطاً جديداً.
وكتب المدوّن عادل الفراج: "المخدرات..الدمار الذي لا يُصدق تقرير يكشف عن الأضرار الخطيرة التي تسببها المخدرات في حياة الإنسان.. من الإدمان إلى الأمراض النفسية والجسدية وحتى الوفاة المبكرة، لنتحد معًا في محاربة هذه الآفة وحماية شبابنا ومجتمعاتنا".
وقال الدكتور عبدالله الذيابي: "بسبب التهاون في العلاقات المحرمة، قد تتعرض البنات للاستغلال من قبل المتعاطين، وتدمير صحتهن وحياتهن، لذلك يجب توعية هذه الفئة حول خطورة هذه العلاقات وخطورة المخدرات على حياتهن ومستقبلهن، والله خير حافظ".
وعبّر مبارك الحارثي، وهو العضو المؤسس لجمعية تعافي المهتمة بعلاج المتعاطين: "بإذن الله تعالى إذا استمرت الحرب على المخدرات في السعودية بهذه القوة والصلابة فنحن على عهد لم يسبق له مثيل للقضاء على المخدرات".