المملكة تقود حقبة تطوير المنطقة التعدينية الناشئة بإفريقيا وغرب ووسط آسيا

تجربتها أضافت نهجاً جديداً للقطاع حول العالم... تقع على مساحة 43 مليون كيلومربع
المملكة تقود حقبة تطوير المنطقة التعدينية الناشئة بإفريقيا وغرب ووسط آسيا

أضافت تجربة المملكة العربية السعودية في تطوير قطاع التعدين، وفقًا لمستهدفات رؤية 2030، نهجاً جديداً لقطاع التعدين وصناعة المعادن حول العالم، وبالذات في المنطقة الناشئة من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، حيث قدمت نموذجًا يحتذى به في تطوير سلاسل الإمداد التعدينية المتكاملة؛ بدءًا من الاستكشاف واستخراج المعادن بطريقة مسؤولة ومستدامة، وصولًا إلى مرحلة التصنيع لخدمة التحول العالمي، بالذات في مجالي الطاقة المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية.

وتقع المنطقة التي تتماهى مع هذه الصيغة الجديدة في قطاع التعدين وصناعة المعادن على مساحة 43 مليون كيلومتر مربع، ويبلغ عددها تقريبًا 79 دولة، وتتشارك في الكثير من الأمور، حيث ينمو الناتج المحلي الإجمالي في هذه المنطقة بمعدل 40% بشكل أسرع من المتوسط العالمي، وتمثل أكثر من 80% من النمو السكاني للعالم حتى عام 2040. وتضم بعضًا من أكبر الاحتياطيات والموارد في العالم: 89% من البلاتين العالمي، و80% من الفوسفات، و67% من البوكسيت، و62% من المنجنيز، و59% من الكوبالت، وغيرها من المعادن الاستراتيجية.

ويعزز دور المملكة لقيادة المساهمة في تطوير هذه المنطقة التعدينية المتميزة وقوعها جغرافيًا في مركز الوسط منها، ما يمنحها ميزة تَشارك تجاربها وخبراتها التعدينية مع كل دولها. كما يعزز هذا الدور كون المملكة مهيأة الآن لتصبح نموذجاً في التعدين والمعادن؛ بعد أن عملت على إحداث تحول جذري في القطاع، حيث يمكن لدول أخرى في المنطقة أن تستفيد من ركائز تجربتها في إصدار نظام تعدين يعد واحداً من أفضل الأنظمة العالمية أدى إلى تحسين البيئة الاستثمارية وعزز الشفافية في التقديم على الرخص وإصدارها، وتطوير التعامل مع المستثمر بشفافية وكفاءة عالية.

على هذا الأساس، أساس تجربتها الخاصة وما تراه للمنطقة من مستقبل في استغلال ثرواتها المعدنية استغلالاً أمثل، تسعى المملكة، من خلال إجراءات وأدوات متعددة؛ إلى المساهمة في الاستجابة لاحتياجات قطاع التعدين المستقبلية عبر جمع ذوي العلاقة بالقطاع من ممثلي الحكومات، والمستثمرين، والمؤسسات المالية، ومقدمي الخدمات، والمُصنعين، في منصة واحدة، ممثلة في مؤتمر التعدين الدولي؛ للنقاش والتعاون فيما بينهم لرسم خارطة طريق مستقبلية واضحة للعمل على سد الفجوة المتوقعة على الطلب في المستقبل.

وجاءت دعوة المملكة العربية السعودية، لعقد هذا المؤتمر، في نسخته الأولى عام 2022، ليكون، بالفعل، بمثابة منصة دولية تهدف إلى تضافر جهود عالم التعدين، ورسم أُطر التعاون العالمي لهذه الصناعة في العالم وفي المنطقة الناشئة في أفريقيا وغرب ووسط آسيا.

وتجري الاستعدادات هذه الأيام لإطلاق النسخة الثانية من المؤتمر، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، خلال الفترة من 10 إلى 12 يناير 2023 في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، تحت شعار "نحو إنشاء سلاسل توريد معدنية موثوقة ومرنة في أفريقيا وغرب ووسط آسيا"، بمشاركة وزراء وممثلي حكومات عدد من الدول، إضافة إلى مشاركة قادة الاستثمار، ورؤساء كبرى شركات التعدين، وخبراء متخصصين تقنيين في هذا المجال.

ويسبق انطلاق برنامج المؤتمر عقد اجتماع الطاولة المستديرة الوزاري الثاني، يوم الثلاثاء المقبل، بمشاركة عدد من الوزراء، وممثلي الوفود الحكومية رفيعة المستوى، والمنظمات والوكالات المتعددة الأطراف، والقياديين في قطاع التعدين والمعادن، والمنظمات غير الحكومية من دول المنطقة وخارجها.

وخلال يومي 11 و12 يناير تنعقد جلسات النسخة الثانية من المؤتمر بمشاركة أكثر من 200 متحدث من مختلف دول العالم، لمناقشة عدد من الموضوعات الملحة في قطاع التعدين، والتي تشمل الواقع على مستوى العالم وتأثيرات هذا الواقع على إمدادات المعادن والطاقة في المستقبل، وإسهام مشاريع التعدين في تنمية المجتمعات، واستعراض إمكانات وفرص التعدين في المملكة وفي منطقة التعدين الناشئة.

ويشمل برنامج مؤتمر التعدين الدولي، في نسخته الثانية، تخصيص منطقة لعرض أحدث تقنيات التعدين الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى منطقة معارض خارجية ومنطقة مخصصة لعرض الفرص الاستثمارية في مناطق أفريقيا وغرب ووسط آسيا، باعتبارها مناطق تعدينية واعدة قادرة على المساهمة في سد فجوات الطلب المستقبلي على المعادن، فضلاً عن منطقة توقيع اتفاقيات الشراكة ومذكرات التعاون.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org