ما زال أغلب كبار السن يعتمدون على اللوحات الإرشادية في الطرق والشوارع الرئيسية بشكل رئيسي في تحديد السير للوجهة المرادة، كما تعمل البوصلة، رغم تقدم وتطور التقنية في هذا المجال.
وعلى الرغم من أن مهمة اللوحات الإرشادية انتهت بالفعل؛ لكن ما زال الجيل الأوسط معلقًا بين جيل فكرة البوصلة وجيل العصر الحالي؛ فالأغلبية العظمى يعتمد اعتمادًا جزئيًّا على اللوحات الإرشادية رغم وجود (خرائط جوجل ماب) وهي بمثابة عدم ثقة في التقنية.
الخبير التقني والإلكتروني فيصل الأنصاري قال في حديثه لـ"سبق" إنه بعد التحديثات الأخيرة التي حصلت تحديدًا في الرياض من تغيير مسارات بشكل كبير، وفتح طرق جديدة ومشروع القطار السريع؛ هنا أتاح (جوجل ماب) ميزة التعقب السريع للتحديثات، وأتاح لمشرفي جوجل ماب التعاون في رصد آخر التحديثات والمحطات للسعي في تحسين الخرائط بأعلى جودة ممكنة، وهنا قرر الكبار في العمر الاستناد إلى جوجل ماب في التحديثات الجديدة التي تعتبر متاهات في نظرهم وفي نظر مَن لا يتجول في أرجاء الرياض بكثرة.
وأضاف "الأنصاري" أن النتيجة إيجابية إذا أُتيحت بعض المزايا في تجربة المستخدم لـ(خرائط جوجل ماب) التي ما زالت تحتاج لفهم آلية تفكير مجتمعنا في الوصول للمداخل والمخارج، وسيحدث ذلك عندما يكون فريق الخرائط من هم أهل خبرة في مداخل ومخارج الطرقات في السعودية، وعلى "جوجل ماب" أن يستعين بتطبيقات التوصيل السعودية لفهم آلية اختصار الطرق والمداخل والمخارج لفهم كيفية استعراض اللوحات الإرشادية في تطبيقها.
ولفت إلى أن الكثير من السائقين يتوتر عند الوصول للمخرج المحدد بسبب تصميم تجربة المستخدم في التطبيق الذي لا يمتثل لتصاميم اللوحات في السعودية؛ حيث اعتدنا في لوحاتنا الإرشادية على اللوحات ذات اللون الأخضر والأصفر والأحمر والأزرق ولكل واحد منها معنى، والكثير من التفاصيل التي يجب النظر إليها.
وعن العائق الوحيد للخرائط قال الأنصاري: إن نقطة ضعف الجميع، ليس خرائط الإنترنت فقط؛ فالإنترنت في متناول الجميع نعم، ولكن الفكرة في فهم آلية التعامل مع تلك التقنية من أجل الاستفادة القصوى من خدماتها، وذلك بالاعتماد على الخرائط المحفوظة دون إنترنت، وحفظ الأماكن التي يتردد عليها الشخص باستمرار دون إنترنت؛ حتى يكون استخدام الإنترنت من أجل معرفة أوقات الذروة والحوادث ونقاط الازدحام فقط دون الحاجة للاعتماد الكلي عليه.
وقال الأنصاري: ما زالت خرائط الإنترنت في معظم الإصدارات تواجه مشكلة تحديث المسارات بشكل سليم وتحديد نقاط الوصول بسبب تقنية الـGPS التي قد تكون غير محدّثة أو قديمة أو متضررة في جوال المستخدم فينتج عن ذلك التعارض في بعض الطرقات الفرعية وداخل الأحياء وهي المهمة الأهم التي يحتاجها كل شخص في الوصول إلى وجهته، فالشوارع الرئيسية على الأغلب واضحة.
وحول الإجابة عن سؤال "ما إذا أصبحت الخرائط مهمة في وقتنا الحاضر"؟ قال الأنصاري أن خرائط الإنترنت هي الطريق الذي تسلكه؛ فبدونه كأنك تسير في المجهول، أما عن اللوحات الإرشادية فقد حان وقت الاستغناء عنها وتستبدل بأعمدة رقمية تحمل "بار" كود لتكون مرجعًا لمعلومات الطرق يستخدمها الموظفون في عملهم، مع تعزيز جانب التحديثات المستمرة، ونقل تجربة المستخدم إلى (جوجل ماب) لتكون هناك خرائط جوجل ماب مخصصة للسعودية، وهنا دور الهيئة العامة للنقل في تعزيز هذه النقطة، مع إلزام وكلاء السيارات بتوفير تطبيق (جوجل ماب) في شاشات السيارات، مع إمكانية توصيلها بالإنترنت؛ حيث إن الـGPS الخاص بالسيارات أكثر وأقوى دقة من GPS الجوال.
وتابع: في ظل التحول الرقمي يجب أن تعمل على وضع كل الفرضيات، فعندما لا تكون هناك لوحات إرشادية في الطرقات ستحل مشكلة بعض الشاحنات التي تم تصميمها على أن حمولتها تسمح بالوزن الطويل، ومن جانب آخر وحدت أماكن الاعتماد، فبدلًا من الاعتماد على حدس الجهات واللوحات الإرشادية وخرائط جوجل ماب؛ أصبح مكان الاعتماد على مكان واحد فقط.