قالت الدكتورة هنادي بنت إبراهيم أبو خديجة؛ الأستاذ المساعد في تخصُّص التاريخ الوسيط للجزيرة العربية، إن الأعلام رموزٌ تعبيرية تحمل دلالات عميقة، يجب ترسيخها في الأجيال، وغرس قيمتها الاعتبارية، بحيث يشكّل العَلم مصدرَ اعتزازٍ لأبناء البلد.
وأضافت أبو خديجة؛ ترتبط به الصورة الذهنية عن ذلك البلد، ويختزل تاريخها من مسيرة البلدان وحضارتها وبُعدها التاريخي، والمراحل التي مرّت بها، والتطلعات التي تنشدها، والقيم التي أُسست عليها وتتمسك بها في مسيرتها الوطنية.
وتابعت في حديثها لـ "سبق"، يمثّل العَلم السعودي أهمية كبيرة لأبناء هذا الوطن، ويعدّ رمزًا وطنيًّا، يعكس المبادئ والقيم التي قامت عليها المملكة العربية السعودية.
ومع اعتماد يوم ١١ مارس يوماً رسمياً للاحتفاء بهذا اليوم، فلا بد من تقديم معلومات تعريفية عن تاريخ العَلم السعودي.
وأضافت أبو خديجة؛ "عُرف العَلم بمصطلحات لغوية أخرى، أطلقت عليه في مراحل زمنية متعددة وكلّها تشترك في الدلالة على مفهومٍ واحد، ومن تلك المرادفات: (الراية)، و(اللواء) و(البند)، و(البيرق)، و(النُصب)، وكلها يُقصَد بها: قطعة من القماش تُعقَد على قائمٍ وتُرفَع ليُهتدى بها وتصبح شعاراً دالّاً على ما وُضع له، وترفع في السلم وفي الحرب، وهي رمز وإشارة لمعنى خاص، ومن ذلك القيمة الرمزية التي يحملها الجند في طليعة الجيش، وفي الاستعراضات، ورفع تلك الرموز على الدور الحكومية في الأعياد والمناسبات، وتكتسب بمرور الوقت دلالة عامة.. لذا يعد عَلم المملكة العربية السعودية من الأعلام المميزة برمزيّته، وتكوينه ودلالته، إضافة إلى أن اللون الخاص به يحمل دلالات خاصة بالمملكة العربية السعودية.
وقالت، "حين التأمل في عَلم المملكة العربية السعودية نجد أن العَلم مكونٌ من ثلاثة أجزاءٍ، وهي: اللون الأخضر الذي يشير إلى السلام والنماء والرخاء والعطاء والتسامح التي تتسم بها المملكة العربية السعودية. المكون الثاني وهي شهادة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) التي تعد رمزاً لعقيدة المملكة العربية السعودية وما قامت عليه منذ التأسيس.
ولفتت إلى أن "العلم استمر بهذه المواصفات في عهد المؤسّس الأول الإمام محمد بن سعود -يرحمه الله-، وظل كذلك حتى حكم ابنه الإمام عبد العزيز بن محمد -يرحمه الله-، وابنه الإمام سعود بن عبد العزيز -يرحمه الله- وابنه عبدالله بن سعود -يرحمه الله-، وفي عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -يرحمه الله.
وفي عام ١٤١٢هـ / ١٩٩٣م، للحكم، فقد نص النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي في مادته الثالثة رقم أ / ٩٠، على أن يكون عَلم الدولة السعودية، كالآتي: لونه أخضر وعرضه يساوي ثلثي طوله، وتتوسطه جملة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؛ تُكتب الشهادتان بخط (الثلث)، وتكون قاعدته في منتصف مسافة عرض الشهادتين والسيف، ويرسم السيف بطول يساوي ثلاثة أرباع طول رسم الشهادتين، وعلى مسافة متساوية من الجانبين، وتحتها سيف مسلول، ولا ينكس العَلم أبداً.
ونصّت المادة الرابعة على أن يكون شعار الدولة (سيفين متقاطعين مع نخلة وتوضع وسط فراغهما الأعلى؛ أي: بينهما من أعلى).
وختمت بقولها، هذا العَلم نرفعه بكل فخرٍ واعتزازٍ برايتنا التي لا تنكس، أدام الله عَلمنا مرفوعاً وخفاقاً وشامخاً بالعز والأمان.