في واقعة شاذة تمثل خروجاً عن مألوف الجهات الرسمية بالمملكة التي حرصت على الالتزام بكل ضوابط واحترازات جائحة هي الأعنف عالمياً، خرجت "صحة مكة" بمنح تصريح تنقّل لشقيق مسؤول كبير بها وقت منع التجول الكلي الذي شهدته العاصمة المقدسة، وهو ما وضع الكثير من علامات الاستفهام والتعجب حول نظامية التصرف؛ خاصة وأن عملية منحها التصريح لم تكن لأحد منسوبيها بل كانت لأحد منسوبي جامعة أم القرى، ومعار في الوقت نفسه لوزارة الحج والعمرة، ولم يكن فيها شفاعة سوى أنها لشقيق مسؤول كبير بها!
ومع هذا الخروج، برّرت "صحة مكة المكرمة" منح هذا التصريح خلال فترة منع التجول، بأنه يحق لها منح مثل تلك التصاريح لمن يعمل لديها أو معها سواء بالتعاقد "اللوكم" أو التكليف المؤقت.
وقد جاء هذا التبرير في ردٍّ على استفسار "سبق" عن مدى نظامية ومشروعية منح صحة المنطقة تصريح تنقل خلال فترة منع التجول لشقيق مسؤول فيها، ومن غير منسوبيها.
وعلمت "سبق" أن المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة منحت في تاريخ 21 مايو الجاري تصريح تنقّل خلال فترة منع التجول لمدة أربع وعشرين ساعة، وعلى مدى أيام الأسبوع، لأحد منسوبي جامعة أم القرى، ومعار في الوقت نفسه لوزارة الحج والعمرة، وهو شقيق مسؤول بصحة المنطقة.
وقد فتح ذلك التصريح باب التساؤلات عن مدى نظاميته، وهل يحق لـ"صحة المنطقة" منح تصاريح تنقل خلال فترة منع التجول لغير منسوبيها؛ إذ إن المصرح له بالتجول -تحتفظ "سبق" بالمستندات- من غير العاملين في "صحة مكة المكرمة".
وطرحت "سبق" الاستفسار على طاولة حمد بن فيحان العتيبي المتحدث الرسمي باسم "صحة مكة المكرمة"؛ والذي قال: "نشكر لكم تواصلكم الدائم معنا لإبراز جهود ما تقدمه المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة خلال التعامل مع جائحة كورونا كوفيد-19".
وتابع: "بخصوص استفساركم عن الآلية المتبعة لمنح تصاريح التنقل من قبل صحة مكة المكرمة وهل يحق لها ذلك، عليه نفيدكم بأنه نعم يحق لها؛ والآلية المبلغة لنا من قبل الجهات المختصة هي أن كل من يعمل لدى الشؤون الصحية أو معها سواء بالتعاقد "اللوكم" أو التكليف المؤقت ومن تم تكليفهم في ظل الظروف الراهنة أو المشاركة بالتطوع أو من لديه تكليف أو مشاركة من الوزارات الأخرى يمنح هذا التصريح لتأدية المهام المنوطة به".