بعد تداول مقطع فيديو يُظهر 3 ممرضات سعوديات بادرن وحاولن إسعاف مقيم تعرض للدهس بمحافظة خميس مشيط، وما تلا ذلك من توجيه المدير العام للشؤون الصحية بمنطقتَيْ عسير ونجران خالد بن عائض عسيري، بتكريم المبادرات للإسعاف، تواصلت "سبق" مع الممرضات واللائي أوضحن تفاصيل ما حدث وكشفن عن رفض أحد المستشفيات الخاصة القريبة المشاركة، موضحات أن مسارعة مدير مستشفى خميس مشيط المدني لتكريم الممرضات كان له بالغ الأثر في نفوسهن.
وقالت لـ"سبق" أخصائية الصحة العامة بالقطاع الصحي في محافظة خميس مشيط عائشة فايز الشهري: "هذا العمل الإنساني فخر لكل عامل بالمجال الصحي، فعمل الخير هو رسالتنا في إنقاذ الناس، ولا يمكن أن يكون محصوراً داخل نطاق العمل الرسمي فقط، والفرحة لا يمكن وصفها بتقديم العمل الإنساني، مضيفة: "خلال تمتعي بإجازتي الاعتيادية كنا في طريقنا أنا وشقيقتي صفية فايز الشهري أخصائية تمريض، وصديقتها منال يحيى الشهري إذ صادفنا بطريق المدينة مقيماً قد تعرض لحادث مروري، وكان لدينا شنطة إسعافات أولية في السيارة.
وتابعت: قمنا فوراً بإعطائه الإسعافات، وقد لاحظنا من خلال استشعار أماكن النبض بضعف النبض لديه، فقمنا فوراً بعمل الإنعاش القلبي الرئوي مرتين إلى حين وصول سيارة الإسعاف، وتم نقله فوراً إلى المستشفى.
وبينت: "لأن موقع الحادث كان قريباً من أحد المستوصفات الأهلية فقد توجهت إحدى زميلاتي للطوارئ، والتقت بطبيب عربي الذي اعتذر عن المشاركة أو تقديم الإسعاف، وأن ذلك عمل الهلال الأحمر".
وأضافت أخصائية التمريض في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية (سنة الامتياز) منال يحيى الشهري: "أثناء توجهنا لإنقاذ المصاب كان يواجهنا ازدحام مروري كثيف اضطررت لإيقاف السيارة على جانب الطريق، وركضت وبحوزتي حقيبة إسعاف وأنا كلي أمل في اللحاق بالمصاب، فالحمد لله أن سخرني لهذا الموقف، أيضاً أشكر مجتمعي الواعي الذي قدّم مساعدة ولو بكلمة طيبة أو سؤال لأي شيء كان ينقصني، وأيضاً الهلال الأحمر شكراً لوجودهم أثناء الحادث.
وأضافت: "الذي دفعني إلى عملية إنقاذ المصاب كانت إنسانيتي قبل كل شيء، ثم دراستي في مجال التمريض، وأنني وفيت بقسمي الذي أقسمته بعد تخرجي، وهو أن أحافظ على حياة المرضى، وأن أساعدهم بأي شيء أستطيعه.
وتابعت صفية فايز الشهري، أخصائية التمريض في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية (سنة الامتياز): "عند وصولي لمكان الحادث، وبعد تحسس نبض المصاب قمت بتقييم حالة المصاب، وقمت بإنعاشه وهو ما يسمى بالإنعاش القلبي الرئوي لمدة دقيقتين، إلى حين وصول الإسعاف، وأخذت أنا والمسعفين بالتناوب على الإنعاش، وقد قمنا بلفّ رأس المصاب بالشاش؛ لوجود جرح برأسه، وقد ساعدنا بعملية نقل المصاب إلى سيارة الأسعاف الأشخاص الموجودون بمكان الحادث، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وتابعت: لله الحمد والشكر أن سخّرني لمثل هذا العمل الإنساني، والشكر أيضاً للإخوة المسعفين على ما قاموا به معنا من عمل وواجب إنساني.
وكانت "سبق" قد نشرت الحادثة بعنوان "ممرضات سعوديات يُسعفن مصابًا تعرَّض للدهس بعسير.. ومدير "الصحة" يوجِّه بتكريمهن".