هنأ الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وشركة الفضاء الأمريكية سبيس إكس (space x)، بعد نجاح عملية إطلاق صاروخ "فالكون-9" إلى الفضاء على متن الكبسولة "كرو دراغن"، وعلى متنه رائدا فضاء أمريكيان في رحلة استغرقت 19 ساعة حتى الوصول إلى محطة الفضاء الدولية، إيذاناً بعودة الرحلات الأمريكية المأهولة للفضاء من الأراضي الأمريكية اليوم الأحد، وبعد غياب تسعة أعوام.
وعد الأمير سلطان في برقيتين لمسؤولي الوكالة والشركة، هذا الإطلاق حدثاً مهماً سيحفظه تاريخ استكشاف الفضاء؛ كونها المرة الأولى التي تنقل فيها شركة تجارية رواد فضاء خارج مدار الأرض وإلى محطة الفضاء الدولية، كما تشكل لحظة مهمة لوكالة ناسا ولصناعة الفضاء الأمريكية التي تربط المملكة العربية السعودية معها شراكة تعود إلى منتصف الثمانينات الميلادية عند مشاركة فريق علمي ورائد فضاء سعوديين في إحدى المهام الناجحة للفضاء على متن مركبة الفضاء "ديسكفري".
وأكد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء أن إسناد نقل هذه الرحلة إلى شركة تجارية للمرة الأولى يعد نقلة نوعية تفتح مجالاً واسعاً أمام شركات القطاع الخاص للمساهمة في تطوير قطاع الفضاء والاستفادة من الفرص الاقتصادية الكبرى فيه.
وكان الأمير سلطان التقى الصيف الماضي رئيس وكالة ناسا جيم بريدينستاين في مقر الوكالة بالعاصمة الأمريكية، وزار مقر شركة "سبيس إكس"، واجتمع مع الرئيس التنفيذي للعمليات جوين شوتويل، في ولاية كلفورنيا؛ لبحث سبل توسيع مجالات التعاون بين المملكة والولايات المتحدة، ضمن جهود الهيئة لتطوير الإستراتيجية الوطنية للفضاء التي رُفعت للدولة مؤخراً لإقرارها واعتمادها.
من جهتها، ذكرت "ناسا" أن صاروخ "فالكون 9" والكبسولة "كرو دراغن" أُطلقا من منصة الإطلاق 39 A في مركز كينيدي للفضاء بولاية فلوريدا، مشيرة في بيان لها بأن أول رحلة فضائية مأهولة إلى القمر انطلقت من نفس المكان بنقل صاروخ "ساتورن 5" مهمة "أبولو 11".
كما انطلقت من ذات القاعدة رحلة STS-51G لمكوك الفضاء ديسكفري، وعلى متنه رائد الفضاء العربي المسلم الأول الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في نهاية شهر رمضان عام ١٤٠٥ هـ (الأسبوع الأخير من شهر يونيو ١٩٨٥م).
ويمثل الإطلاق إنجازاً آخر للصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام التي تصنعها الشركة بهدف جعل رحلات الفضاء أكثر تكراراً وأقل تكلفة، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يجري خلالها نقل أمريكيين إلى المدار باستخدام مركبات فضاء تجارية تملكها وتديرها شركة خاصة وليس "ناسا"، ويعتبر انجازاً يستحق التقدير لجرأته وتطويره أمام التقنيات السابقة.