العساف لـ"سبق": قمة الجزائر تحدٍّ كبير لاستنقاذ الأمن القومي العربي المشترك

اعتبر مراجعة مواثيق ومواد ومبادئ الجامعة العربية في مقدمة أولوياتها
عبدالله العساف
عبدالله العساف

أوضح أستاذ الإعلام السياسي، الدكتور عبدالله عبدالمحسن العساف، أن قمة الجزائر أو قمة الآمال والتحديات تتطلع إلى مخرجاتها الشعوب العربية المتعطشة للانضواء تحت مظلة عربية خالية من الصراعات والمناكفات السياسية، والالتفات إلى التنمية، وتعزيز التعاون فيما بين الدول العربية التي هي بأمسِّ الحاجة لتوحيد الصفوف والأهداف والبرامج.

وقال الدكتور العساف لـ"سبق": إن العرب بحاجة لتبنِّي مبادرات لَمِّ الشمل لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، والاستفادة من المقومات والمزايا النسبية التي تتمتع بها كل دولة وصولاً للسوق العربية المشتركة، والربط الكهربائي والقطار العربي. كل هذه من شأنها تحقيق الأمن والتنمية اللذين طالما حلمت بهما هذه الشعوب. وهذا يحتاج إلى عمل وليس لعمالة لقوى أجنبية، من مصلحتها استدامة الفُرقة العربية، وتغذية حالة التنافر بين دولها وشعوبها.

وأضاف بأن القمة هي قمة التحديات، وليست قمة المستحيلات، قمة تصفير المشكلات، وبناء الثقة من أجل استنقاذ الأمن القومي العربي المشترك، واستعادة بعض الدول العربية التي دخلت نفق الدول الفاشلة، من خلال مد يد العون لها بالعمل بميثاق الجامعة العربية الذي ينص على التعاون والدفاع المشترك.

وقال "العساف" إن الدولتَيْن الليبية واليمنية على وجه الخصوص بحاجة لوجود الحكومة الشرعية لهما، ومساندتهما على تحقيق هذا الحق. وكذلك دعم السودان في مسيرته الساعية للانعتاق من الدخول في النفق المظلم، والوقوف مع سوريا والعراق ولبنان من أجل وحدتها، والتحرر من الولاءات لقوى تدميرية إقليمية، لا ترى فيها سوى محطة في مشروعها التدميري للمنطقة.

وأكد أنه لن تغيب عن القمة قضية العرب الأولى (القضية الفلسطينية)؛ إذ تسعى قمة الجزائر لإحياء (مبادرة السلام العربية 2002) كحل لقيام دولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وبيَّن أنه من القضايا ذات الأولوية التي يجب أن تتعرض لها قمة الجزائر مراجعة مواثيق ومواد ومبادئ الجامعة العربية؛ فقد مضى عليها عقود منذ تأسيسها، وحدثت خلالها الكثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية. ومن الأمور ذات الأولوية التي يجب أن تحظى بقمة التحديات والآمال وضع حد للنزاعات الأمنية في المنطقة بطريق الحوار، بإشراف الجامعة العربية، دون التدخُّل العسكري، أو اللجوء لقوى أجنبية لتتدخل في الشأن العربي.

وأكد أستاذ الإعلام السياسي أن ما سبق يفرض على جميع الدول الأعضاء الإيمان التام بأن هذه القمة ليست بروتوكولية، بل محورية، ولن تضع القضايا العربية المختلفة تحت السجادة، بل ستخرجها للعلن، بدءًا من الخلافات المغاربية والأزمة اليمنية، وغيرها من أزمات المنطقة الاقتصادية والسياسية والأمنية.. وأن يجري الحديث عنها بصراحة تامة من أجل العلاج، والقضاء عليها؛ لتصبح من الماضي.

وذكر أن قمة التوافق نتمنى أن تكون بداية الحل عن طريق تشجيع الحوار البيني داخل هذه الدول بعيدًا عن الحساسيات المصطنعة التي تضر ولا تنفع. وهذه الخطوة من شأنها أن تضع القادة العرب أمام مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية في الاستجابة لتطلعات الشعوب العربية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org