"التلفريك" من أداة تقليدية للنقل في "فيفاء" إلى مشروع سياحي حالم
لطالما بحث أهالي فيفاء عن حلول مستمرة، يقهرون فيها تضاريس جبالهم الشاهقة، وطرقها الوعرة، مطوّعين بيئتهم الصعبة لتسهيل أمور حياتهم.
وتفصيلاً، ابتكر "الفيفيون" فكرة "التلفريك" أو كما يطلقون عليه محلياً اسم "الونش"، كحل بديل وأداة تقليدية للنقل، ويقوم على إنشائه مختصون من السكان، يراعون في إنشائه الموقع والمسافة والمَيل والوزن، متحملاً ما يزيد عن 150 كجم، وخاضعاً للمعايير الدقيقة في البناء حتى يستمر في العمل لسنوات.
واستخدم الأهالي "التلفريك" بدائي الصُنع، في نقل مستلزماتهم لمنازلهم؛ كالغذاء والأثاث والمواشي ومواد البناء، وعند الحاجة قد يتنقل فيه الأشخاص، كوجود مريض أو كبير في السن، ويشق عليه المشي، كون الكثير من المنازل في فيفاء لا تصل إليها الطرق.
ومن أداة "التلفريك" التقليدية إلى مشروع حالم، أتت فكرة إنشاء تلفريك سياحي في محافظة فيفاء، وفق توجه القيادة ورؤيتها لتفعيل دور السياحة، والاستفادة من المواقع المميزة الداخلية في المملكة، واستقطاب السيّاح من أنحاء العالم.
ومؤخراً؛ اطلع أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر، خلال اجتماع مجلس إدارة هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية، الذي عُقد مطلع الشهر الجاري، على التصور المقدم من الهيئة، لمشروع إعداد دراسة لإنشاء منتجع وتلفريك بمحافظة فيفاء.
وسيكون التلفريك السياحي، إضافة مميزة للسياحة في فيفاء، ومحققاً جذباً سياحياً مختلفاً لآلاف الزوار، ومقصداً لهواة التسلق ومحبي الأماكن المرتفعة.
وتعد جبال فيفاء جنوب السعودية، وجهة سياحية يقصدها الزوار من داخل المملكة ومن خارجها، لما تحتويه من طبيعة بِكر خلاّبة، ولما لجوّها العليل من ميزة نادرة، لاعتداله طيلة أيام العام، كما أن الضباب لا يكاد يفارق سفوح قممها، لذلك تلقب بـ"معشوقة الضباب".