طالبة دكتوراه بجامعة "كاوست" تُطَور منتجًا ثوريًّا يزيد خصوبة التربة لعقود ويدعم الزراعة المستدامة

"البار" لـ"سبق": يرفع كفاءة الزراعة ويحافظ على الموارد الطبيعية لفترات طويلة

كشفت بتول البار، طالبة دكتوراه بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) ومديرة شركة "تراكسي" الناشئة، عن تطوير منتج زراعي مبتكر يحمل اسم "CarboSoil"، يهدف إلى تحسين خصوبة التربة السعودية وتوفير حلول مستدامة للقطاع الزراعي.

وتحدّثت "البار" في تصريح خاص لـ"سبق" على هامش مشاركتها في المعرض الزراعي السعودي الـ41، عن دور المنتج الجديد في رفع كفاءة الزراعة والمحافظة على الموارد الطبيعية لفترات طويلة.

من الثانوية إلى ريادة الأعمال

وعن مسيرتها مع كاوست، قالت "البار": "بدأت علاقتي مع كاوست من المرحلة الثانوية، من خلال الانضمام إلى برنامج موهبة، ثم التحقت ببرنامج SRSI الذي كان خطوة مهمة في توجهي نحو الابتكار".

وأضافت: بعد ذلك شاركت في برنامج الابتعاث من كاوست، وعند عودتي التحقت ببرنامج الماجستير في نفس الجامعة، واليوم أعمل كمديرة عامة لشركة "تراكسي"، وهي شركة ناشئة تهدف إلى تقديم حلول حديثة لتحسين الزراعة في المملكة.

ثورة في الزراعة المحلية

وأوضحت "البار" أن منتج "CarboSoil" يعتمد على تقنية الفحم الحيوي (Biochar) التي تم تعديلها لتتناسب مع التربة القلوية في السعودية.

وقالت: عملنا على تطوير هذا المنتج لمدة ثلاث سنوات داخل كاوست، بعد أبحاث مكثفة لتكييف الفحم الحيوي مع بيئتنا المحلية.. يتيح المنتج تحسين خصوبة التربة بشكل فعال، ويمتاز عن المنتجات التقليدية مثل Pete Moss والأسمدة العضوية، بقدرته على الاحتفاظ بالماء والسماد لفترات طويلة.

وأضافت: سعر CarboSoil تنافسي ورمزي مقارنة بالمنتجات المتاحة حاليًا في السوق؛ مما يجعله خيارًا مثاليًّا للمزارعين والمقاولين الذين يعملون في تنسيق الحدائق، مثل مشروع حديقة الملك سلمان الذي نشارك فيه حاليًا.

فرصة للشركات الناشئة والمبتكرين

وأشادت "البار" بمشاركتها في المعرض الزراعي السعودي، مؤكدة أن الفعالية تعد فرصة ثمينة للشركات الناشئة والمبتكرين للالتقاء مع الشركات الكبرى وتبادل الخبرات.

وقالت: هذه الفعالية تمكننا من التعلم من الشركات التي تمتلك خبرة طويلة في المجال الزراعي، ونسعى من خلالها إلى فتح آفاق جديدة للتعاون وتحقيق أثر إيجابي في القطاع الزراعي المحلي.

وختمت حديثها بالإشارة إلى أهمية تقنية الفحم الحيوي، التي أثبتت فعاليتها في دول مثل أمريكا وأستراليا؛ لكنها أوضحت أنها قامت بتعديل هذه التقنية لتناسب التربة القلوية في السعودية؛ وهو ما يجعلها أكثر فاعلية في بيئتنا المحلية، ويضمن استدامة خصوبة التربة لسنوات عديدة.

يُذكر أن المعرض الزراعي السعودي في دورته 41، والذي يقام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، تُختتم فعالياته غدًا الخميس؛ حيث تم استعراض أبرز الفرص الاستثمارية، إضافة إلى أحدث التقنيات والحلول والابتكارات في المجال الزراعي.

ويحظى المعرض -الذي يستمر على مدى 4 أيام- بمشاركة دولية واسعة لممثلي حوالى 29 دولة من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى نحو 370 شركة زراعية محلية ودولية، كما يستقطب نخبة من أبرز المتخصصين في المجال الزراعي، من داخل المملكة وخارجها، إلى جانب العاملين في المجال الزراعي حول العالم، من المهندسين الزراعيين، وأصحاب المزارع، والتجار، والمهتمين بالقطاع الزراعي والأمن الغذائي، وتشمل مجالات المعرض: (الزراعة، والأغذية العضوية، والدواجن، والثروة الحيوانية، ومنتجات الألبان، إضافة إلى منتجات وخدمات الاستزراع المائي، وتجهيز وتغليف الأغذية، والحلول والأنظمة الزراعية الحديثة).

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org