تضع رؤية 2030 هدف خفض معدل البطالة بين المواطنين السعوديين إلى نسبة 7% كأولوية قصوى، إدراكاً منها لأهمية المجتمع المنتج في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وكون البطالة أحد الآفات الخطيرة على المجتمع نفسياً، واجتماعياً، واقتصادياً.
وخصصت الرؤية برنامجاً متكاملاً لتنمية القدرات البشرية لاغتنام الفرص، وتأهيل الكوادر الوطنية، حيث يسعى البرنامج إلى أن يمتلك المواطن قدراتٍ تمكنه من المنافسة عالمياً، من خلال تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعارف.
ويركز البرنامج على تطوير أساس تعليمي متين للجميع يسهم في غرس القيم منذ سن مبكرة، وتحضير الشباب لسوق العمل المستقبلي المحلي والعالمي، وتعزيز ثقافة العمل لديهم، وتنمية مهارات المواطنين عبر توفير فرص التعلم مدى الحياة، ودعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، مرتكزاً على تطوير وتفعيل السياسات والممكنات لتعزيز ريادة المملكة.
وأتى إنشاء البرنامج البشرية كأحد البرامج المستحدثة لرؤية المملكة 2030، سعياً لتطوير قدرات جميع مواطني السعودية، ولتحضيرهم للمستقبل واغتنام الفرص التي توفرها الاحتياجات المتجددة والمتسارعة، على المستويين المحلي والعالمي.
ومنذ إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله - الرؤية في شهر أبريل من عام 2016، وهناك تقدم ملموس في ذلك الملف الحيوي، من خلال تأهيل المواطنين بمستلزمات سوق العمل، وخلق فرص عمل عبر إنشاء استثمارات جديدة، وذلك على الرغم من التحديات والمصاعب الكبرى التي واجهت العالم بأسره في السنوات اللاحقة من جائحة أدت إلى ركود وتأخر سلاسل الإمداد العالمية، فضلاً عن الحرب الروسية الأوكرانية، وما تسببت فيه من ارتفاع معدلات البطالة، وتباطؤ اقتصادي عالمي مصحوب بركود، وارتفاع للأسعار، ومقدمات كساد عالمي.
اقتراب من هدف الرؤية
وتعكس النشرة الأخيرة للهيئة العامة للإحصاء، والخاصة بسوق العمل للربع الثاني من عام 2022 ذلك التقدم، فقد سجلت انخفاضاً جديداً في معدل البطالة، حيث بلغ نسبة 9.7% للمرة الأولى منذ 20 عاماً، وذلك بانخفاض مقداره 0.4 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من عام 2022، ليقترب من الرقم المستهدف لمعدل البطالة وهو 7%، وذلك قبل الموعد المقترح للخفض في عام 2030 بنحو ثماني سنوات.
كما شهدت النشرة تحسناً واضحاً في مؤشرات سوق العمل فيما يخص معدل بطالة السعوديين الذكور، فقد انخفض معدل البطالة ليصل إلى 4.7%، وذلك بانخفاض مقداره 0.3% عن الربع الأول من العام الجاري، الذي بلغ فيه المعدل 5.1%، وبانخفاض مقداره 1.4% عن الربع الثاني من عام 2021. وهي أرقام ومؤشرات قياسية لم نشاهدها منذ عام 1999.
وتزامن هذا الانخفاض في معدلات بطالة المواطنين الذكور، مع التوسع في سوق العمل، ونمو التوظيف إلى ارتفاع معدل المشاركة بمقدار 1.5%، ليصل إلى 67.5%، كما ارتفع معدل المشتغلين إلى السكان بمقدار 1.6%، ليصل إلى 64.3%.