بعد انتهاء موسم الحج، تبدأ الإجازة الصيفية عند الكثير من الأسر في المملكة، وبعد موسم الأمطار التي شهدتها معظم مناطق المملكة غالبًا ستكون مصائف المملكة مزدحمة وستشهد إقبالاً كبيراً جدا من المصطافين، فالكثير من مناطق المملكة تمتلك عدداً كبيراً من الوجهات الساحلية التي تجعلها منافسًا لكثير من الدول، وتمتلك مساحات خضراء تكسو جبالها وسهولها ومتنزهاتها التي لا تُحصى، هذا بجانب عدد كبير من المواقع التراثية والأثرية والأسواق القديمة.
وخلال السنوات الماضية طورت الجهات المختصة ومنها وزارة السياحة، المناطق السياحية في مناطق المملكة وجعلت خدماتها ومرافقها على الوجه الأمثل، ليليق بكيان المملكة وحجمها لجذب أكبر عدد من السياح من مُختلف الأعراق والأديان.
ويمكن الاعتماد على القطاع السياحي في المملكة بصورة كبيرة في ظل ما تزخر به المملكة بالأماكن السياحية والترفيهية التي تمتاز بتنوع مناخها وبيئتها، كما أنها تمتلك العديد من المصايف الجميلة جداً على مستوى دول الخليج، والتي تسهم في خلق موسم صيفي جاذب وممتع، بالإضافة إلى انتشار المواقع الأثرية والتاريخية والمتاحف والتي تمنحها ميزات تنافسية في هذا المجال، ومع إقامة المشروعات الكبرى في هذه المصايف.
وقال مستشار الإرشاد السياحي والإعلامي سليمان السالم، إن ما حققته السياحة في المملكة كصناعة تفوقت على معظم الدول، حيث حلت في المركز الثاني عالميًا في نمو أعداد السياح الدوليين في هذا العام 2023، وحققت قفزة كبيرة في ترتيب الدول الأكثر استقبالاً للسياح الدوليين، لتتقدم 12 مركزاً مما جعل المملكة تصل إلى المركز 13 في 2022 مقارنة بالمركز 25 خلال السنوات القريبة الماضية.
وأضاف لـ"سبق" أنه "وصل عدد السياح الدوليين القادمين إلى المملكة ما يقارب ١٦ مليون سائح بمختلف أهدافهم، ونوع السياحة سواء كانت سياحة السفر أو تراثية أو علاجية وغيرها، نظرًا لما تحظى به المملكة من تنوع بيئي جاذب في جميع المناطق وخصوصيتها في مجال سياحي معين، كروعة الطبيعة في أبها وجمال أجوائها في منطقة عسير ومنطقة الباحة، وفي العلا كتاريخ وحضارة وسواحل بحرية ساحرة على شواطئ المملكة، إضافة إلى المواقع التاريخية والتراثية التي تأتي في مقدمتها الدرعية بأحيائها العريقة الطريف والبجيري، وبالقرب منها المصمم الشهير، حيث نراها شاهداً على العمق التاريخي للمملكة وجذبها للسياح من دول العالم".
وقال "السالم": "بالعودة للحديث عن السياحة والاحصائيات والأرقام فإنه حسب ما تشير إليه مؤشرات السياحة العالمية لهذا العام2023 الصادر عن منظمة السياحة فإن السعودية تقدمت في مؤشر إيرادات السياحة الدولية 16 مركزا، لتصل إلى المركز 11 في 2022 مقارنة بالمركز 27 في 2019 على مستوى العالم".
وتابع: "الحقيقة أن المملكة العربية السعودية تضاعفت إنجازاتها الدولية في مجال السياحة بعد فتح تأشيرة السياحة، وطرح برامج ومبادرات قامت بها وزارة السياحة وهيئة السياحة لتزيد السواح في المملكة، فمن نتائجها الايجابية أن استقبلت المملكة نحو 7.8 مليون سائح دولي خلال الربع الأول من 2023، الذي يمثل أعلى أداء ربع سنوي تاريخيًا، لتحقق نموًا بنسبة تفوق ما يصل إلى ٦٠% مقارنة بالمدة نفسها خلال الأربع سنوات الماضية، لتصل إلى المركز الثاني بين قائمة الدول الأكثر نموًا على مستوى العالم".
وأوضح أن "من يطلع على هذه الإنجازات فإنه يفخر بأن تضاف هذه النجاحات التي حققتها المملكة في مختلف المجالات للسعي من أجل الارتقاء بمكانة المملكة على خريطة السياحة العالمية، بما يتوافق مع رؤية المملكة لتحقيق هذه الإنجازات، وهذه المؤشرات نتيجة تكاتف القطاعين الحكومي والخاص وتعزيز جهودهما بالتعاون مع جميع الشركاء من أجل المضي قدماً في تحقيق الأهداف التي تؤدي إلى نمو السياحة كصناعة تجعل المملكة وجهة سياحة عالمية".
وقال: "سعد المهتمون بقطاع السياحة، أن المملكة حققت إنجازًا جديدًا ضمن مؤشر تطوير السفر والسياحة (TTDI) الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي (WEF)، إذ قفزت عالميًا إلى المركز 33 متقدمة 10 مراكز دفعة واحدة، وهذا يؤكد أن السياحة في وطننا السعودية تؤكد في كل يوم تفوقها الدائم عالميًا بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم توجيهات القيادة الرشيدة باستشراف مستقبل المملكة للتنافسية العالمية لمؤشرات السياحة، كصناعة عالمية تضاف الى ازدهار اقتصاد الوطن".