تضاعفت معاناة سكان جبل الجذم بالعارضة مع سوء طريقهم، فالقرية التي حُرمت من الإسفلت لأكثر من ٩ أعوام، يقطنها العديد من ذوي الإعاقة وكبار السن، بل إنهم حُرموا من أبسط حقوقهم كالعلاج والدراسة وشرب مياه نظيفة، وذلك بسبب عدم تعبيد الطريق.
وبات طريق جبل الجذم بمحافظة العارضة في منطقة جازان، مصدراً لضيق حياة قاطنيه، مطالبين بإيجاد حل جذري يوقف نزيف المعاناة ويجعلهم يعيشون حياة كريمة فيما بقي من حياتهم.
"فهد" شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، ذكر والده معاناة ابنه مع المرض، وحالات الصرع التي تصيبه باستمرار، وبسبب الطريق غير المهيأ أصبح لا يستطيع طلب الإسعاف، ولا يستطيع إيصال ابنه للمستشفى، فبعض الأوقات يكون لدى ابنه موعد ولا يستطيع حضوره بسبب سوء الطريق.
وقال والده عبدالله الجذمي: "يعاني ولدي من استسقاء في الدماغ، وشلل تام في الأطراف السفلية، مما يضطرنا للسفر من أجل العلاج، وقد نحرم العلاج بسبب سوء الطريق أو انقطاعه".
وعن أزمة المياه؛ فحدث ولا حرج، فقد أصبح سوء الطريق عائقاً لوصول السقيا، وحرم الأهالي من شرب مياه صالحة، بل إنهم يعتمدون على مياه قد تكون ملوّثة.
وتحدث محمد جابر الجذمي عن أزمة المياه في قراهم قائلاً: "لا يوجد لدينا ماء صالح للشرب، الماء الذي نشربه هو من مياه أسطح المنازل والأودية، وأصبحنا كالحيوانات".
وذكر جابر علي الجذمي قصة انقلاب مركبة في بداية الطريق، كانت تقل ٤ أشخاص، أدى الحادث لتكسرهم، ولا زال أحدهم بسبب ذلك الحادث معاقاً إلى يومنا هذا.
ويروي جابر جبران الجذمي حكاية مرض ابنته والذي تصادف حينها مع انقطاع الطريق، ما اضطر الأهالي لتناقلها من مركبة لمركبة حتى أوصلوها للمستشفى، ما زاد من حالتها المرضية.
أما المواطن محمد جابر الجذمي فتحدث عن صعوبة حياته مع مشقة الطريق، وأنه يضطر لحمل ولده المعاق "نشمي" على ظهره للوصول به إلى المدرسة.
وقال سلمان محمد الجذمي: "يوجد أفراد من أسرتي يعانون من إعاقة سمع، فلم أجد مدرسة مع إعاقتهم، سوى في العارضة، التي أصبح الوصول لها ليس بالأمر اليسير، في ظل صعوبة الطريق".
لم تتوقف المعاناة على سوء الطريق، بل إن الشركة المنفذة للطريق، دمرت على المواطنين مزارعهم وخزاناتهم، وانسحبت قبل إتمام مهمتها، بحسب وصف الأهالي المتضررين.
ويكشف محمد حسين الجذمي أن الشركة المنفذة لطريقهم دمرت ما يزيد عن 10 خزانات، إضافة إلى عشرات المزارع التي كانت ملك للطريق.
وناشد أهالي جبل الجذم بمحافظة العارضة أمير منطقة جازان ونائبه، إيجاد حل جذري لمعاناتهم، وسرعة استكمال الطريق وتعبيده، خدمة لأهالي القرى الضعفاء، الذين توقفت مصالحهم بتوقف سفلتة الطريق، مؤكدين أن فرقة النقل أدت جهدها في مسح الطريق بشكل دوري، ولكن الطريق بحاجة إلى تعبيد لينهي تلك السنين من المعاناة الطائلة وهو الحل الوحيد.