"فلنتصالح معًا" و{... فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا...}.. تحت هذا الشعار شاركت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" المجتمع الدولي الاحتفال باليوم الدولي للتسامح، الذي وافق اليوم الأربعاء 16 نوفمبر 2022؛ لتأكيد أهمية التسامح، وزيادة الوعي بنشره، ووضع حد لأي تعصب، وتعزيز الاحترام والقبول للآخر، والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا.
وصرَّح الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، الدكتور صالح بن حمد التويجري، قائلاً: إن التسامح الإنساني أحد المبادئ الإنسانية الضرورية في حياة الشعوب؛ وقد دعا إليه الدين الإسلامي الحنيف والأديان السماوية الأخرى، وكل الرسل والأنبياء اهتموا به كمفهوم أخلاقي واجتماعي، لا لشيء إلا لأهميته القصوى في تعزيز وحدة وتماسك المجتمعات، ووأد الخلافات والنزاعات؛ يقول الله سبحانه وتعالي {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} الآية 34 سورة فصلت. ويُمثل التسامح أهمية كبيرة في نشر السلام في ظل تنامي النزاعات الدولية والحروب الأهلية.. وتنبع أهميته كضرورة إنسانية وأخلاقية بعد أن أصبحت أخطار العنف والتناحر والتشاجر ظاهرة تزيد من المعاناة الإنسانية، وتهدم العلاقات الاجتماعية في بعض المجتمعات. كما يعد التسامح خارطة طريق لإرساء أرضية صلبة، ننطلق منها لتفعيل الحراك الدبلوماسي والإنساني لنشر التفاهم والسلام من أجل وضع حد لاضطراب المجتمعات الإنسانية في عدد من الدول؛ لتعيش في وئام وسلام ومحبة.
وتابع "التويجري": نظل في حاجة ماسة للتسامح؛ لضمان نجاح جهود أي حراك إنساني دبلوماسي لنبذ الخلافات، وصناعة حوار حضاري مع الآخر، وتجاوز أي معوقات للتعايش معه، والحد من أي خطاب يحض على العنف والكراهية المدمرة للروابط الإنسانية. نحتاج كذلك لتأكيد أن تنوع المجتمعات الإنسانية دينيًّا أو عرقيًّا أو ثقافيًّا ليس وسيلة مبررة للصراعات، بل هو مطلوب لتستفيد منه مختلف النخب في إرساء شراكة حضارية إيجابية حقيقية، يعود خيرها على جميع دول العالم؛ لتعيش في أمن وأمان وسلام، وتوجيه مقدراتها لخدمة البشرية.
وشدَّد "التويجري" على أهمية تبنِّي التسامح كمنهج فاعل للوصول إلى مجتمعات أكثر انسجامًا وتماسكًا؛ للسمو بمدرسة الإنسانية، والتعايش، وقبول الآخر.. وتحويله إلى ممارسة عملية لحل الخلافات، وتسوية النزاعات، وإيجاد حلول للأزمات، ونبذ أشكال العنف والتطرف كافة، وتبنِّي برامج تعزز من أهمية هذه القيمة الإنسانية في دعم التعايش والاستقرار الاجتماعي، وتطوير أواصر التعاون بين المجتمعات، والتشجيع على الحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتعزيز العيش المشترك والسلام الاجتماعي في دول العالم، مع العمل على تعزيز دور الإعلام في غرس ثقافة التسامح والحوار، ونبذ أي محاولات لتأجيج الفتن والفرقة والخلاف بين المجتمعات، مع إدراج مناهج تعليمية تغرس قيم ومتطلبات التسامح في الفضاء الاجتماعي والإنساني، وتستجيب لاحتياجات النشء الحالي وأجيال المستقبل، وتجعل الشباب أكثر تفهمًا لواقعهم الحالي، ومساعدتهم على تطوير قدراتهم، وجعلهم في منأى عن الأفكار المتطرفة التي تُعرِّض السلم الاجتماعي للانهيار.