دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة الاجتماعية: رؤى من ملتقى المسؤولية الاجتماعية ومبادرة مستقبل الاستثمار

الدكتور معن القطامين وزير العمل ووزير الدولة لشؤون الاستثمار الأسبق في الأردن
الدكتور معن القطامين وزير العمل ووزير الدولة لشؤون الاستثمار الأسبق في الأردن
تم النشر في

في الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية الأول لعام 2024، الذي عُقد في الرياض بتنظيم من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تم تسليط الضوء على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تحقيق ممارسات اجتماعية مستدامة. وناقش المشاركون الإمكانيات الكبيرة لهذه التقنية في تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحسين استغلال الموارد، وتقليل الهدر. كما تم عرض رؤى حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يرفع كفاءة الشركات التشغيلية بنسبة تصل إلى 20%، مما يساعد على تقديم نتائج دقيقة قابلة للقياس، ويعزز استدامة المبادرات الاجتماعية.

الدكتور معن القطامين: رؤى استراتيجية لتحقيق الاستدامة الاجتماعية عبر الذكاء الاصطناعي

شهد الملتقى حضور الدكتور معن القطامين، وزير العمل ووزير الدولة لشؤون الاستثمار الأسبق في الأردن، الذي أبدى رؤى عميقة حول كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لتحقيق الأهداف الاجتماعية. وفي حديثه، استعرض الدكتور القطامين خبراته ودعا إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات المجتمع من خلال توجيه الاستثمارات إلى مشاريع اجتماعية مستدامة ترتكز على التقنية والابتكار. كما أشار إلى أهمية هذه التقنية في تقديم حلول دقيقة وشاملة قادرة على معالجة التحديات الاجتماعية وتوجيه الموارد نحو المجالات الأكثر احتياجًا.

وأكد القطامين على ضرورة توافر بنية تحتية قوية لدعم الذكاء الاصطناعي، وخلق شراكات بين القطاعات الحكومية والخاصة، وذلك لضمان استدامة هذه المبادرات وتحقيق الأثر المطلوب. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يسهم فقط في تحسين الكفاءة التشغيلية للشركات وتقليل التكاليف، بل يلعب دورًا رئيسيًا في زيادة الثقة والشفافية من خلال تحليلات دقيقة وشفافة لأثر المبادرات الاجتماعية.

تحسين الشفافية والمصداقية

تتيح التقنيات الذكية للشركات مراقبة الأداء الاجتماعي لمبادراتها وتقديم تقارير شفافة، مما يعزز من قدرتها على قياس أثر هذه المبادرات بفعالية. وتلعب هذه التحليلات دورًا مهمًا في تعزيز ثقة المستثمرين والمجتمع المحلي، حيث تقدم نتائج دقيقة تدعم تحقيق الأهداف الاجتماعية المتوافقة مع متطلبات التنمية المستدامة.

استثمارات المملكة في الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستدامة الاجتماعية

تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز مكانتها في مجال المسؤولية الاجتماعية، حيث حققت تقدماً كبيراً في المؤشرات العالمية ووصلت إلى المرتبة الـ16 عالميًا في مؤشر المسؤولية الاجتماعية الصادر عن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية (IMD) لعام 2024. ومن الأمثلة البارزة على استخدام الذكاء الاصطناعي في المسؤولية الاجتماعية محليًا، جهود الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، التي أطلقت مبادرات مثل “عيناي” للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية، و”علام” لتقديم محتوى تعليمي مخصص، مما يعكس التزام المملكة بتقديم حلول مستدامة تعود بالفائدة على المجتمع.

الذكاء الاصطناعي كعنصر محوري في مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)

في إطار مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) التي انعقدت في الرياض في أكتوبر 2024، جرى التركيز بشكل كبير على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز المسؤولية الاجتماعية بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030. السعودية تسعى إلى جذب استثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي تصل إلى 135 مليار دولار بحلول عام 2030، مع التزامها بتحقيق تحسينات في جودة الحياة وتعزيز الاستدامة والرفاه المجتمعي. وقد أكدت مخرجات المؤتمر أن المملكة تهدف إلى استثمار الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تحسين كفاءة استهلاك الموارد وتقليل التكاليف التشغيلية، بما يعزز من قدرة الشركات على تحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية.

ختامًا

مع تنامي التوجه العالمي نحو المسؤولية الاجتماعية والاستدامة، أصبحت الأدوات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي ضرورية لتحليل البيانات وتعزيز كفاءة المبادرات الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا السياق، تبنت المملكة العربية السعودية نهجًا متقدّمًا في إطار رؤية 2030، واضعةً نصب عينيها هدف بناء مجتمع مستدام واقتصاد رقمي شامل. من خلال استراتيجيات تعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل محوري، تسعى السعودية إلى ترسيخ مكانتها كقوة مؤثرة عالميًا، مع التزام راسخ بتحقيق تأثير إيجابي ومستدام في مجال المسؤولية الاجتماعية.

ختامًا لرؤى الدكتور القطامين

أثبت حديث الدكتور القطامين أن الخبراء يلعبون دورًا مهمًا في توجيه السياسات نحو استثمارات ذكية ومستدامة، ويعزز هذا الملتقى أهمية الحوارات الدولية، كتلك التي أُجريت في ملتقى المسؤولية الاجتماعية، في تحقيق التبادل المعرفي ودعم الأهداف المشتركة للمجتمعات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org