ضمن فعاليات موسم ملح القصب، نظّمت إدارة الموسم جلسةً حوارية عن الشاعر النبطي حمد بن ناصر السياري، الملقّب بـ"حميدان الشويعر"؛ حيث استضاف موسم ملح القصب حفيد الشاعر الدكتور أحمد بن فهد الشويعر؛ للحديث عن الشاعر وصفحات من حياته، وتأثيره في تاريخ المنطقة ثقافيًّا وعلميًّا.
وتفصيلًا: بدأت الجلسة الحوارية التي شهدت حضورًا كثيفًا، بالحديث عن أهمّية توثيق الحياة العلمية في المنطقة، ثم تحدَّث حفيد الشاعر عن نسب ونشأة "حميدان الشويعر"، وتطرَّق لأهمّ صفاته وعلاقاته بالمجتمع.
وأكّد "الشويعر" على الدور الريادي لشعر "حميدان الشويعر" في توثيق تاريخ نجد خلال حقبة تأسيس الدولة السعودية قبل ٣ قرون؛ حيث عاصر تأسيس الدولة في لبناتها الأولى في الدرعية ١١٣٩هـ.
وبيّن، خلال الجلسة الحوارية، أن "حميدان" اكتسب شهرةً وتميُّزًا عن شعراء عصره مع كثرتهم آنذاك؛ بسبب أن شعره اتسم بالحكمة والنصح؛ مما جعل كبارَ السنّ يحفظون كثيرًا من قصائده، بل أصبح عدد من أبيات شعره أمثالًا يستشهد بها في المناسبات والمواقف المختلفة.
يُذكر أن الشاعر حميدان الشويعر أحد أشهر أعلام الشعر النبطي في منطقة نجد في الجزيرة العربية، ولد عام ١٠٨٨هـ في مدينة القصب التابعة لمحافظة شقراء في إقليم الوشم، شمال غرب الرياض ١٦٠ كلم، وله بيت وبستان في القصب، ولكنه باعه عند خروجه من البلدة، والآن آل البيتُ لأسرة المسعد.
واسم "حميدان" الحقيقي: حمد بن ناصر السياري، من أسرة السيايرة من بني خالد، وإنما سمّي "الشويعر" تصغيرًا لـ"شاعر"، لقب لحق به، أو ربما لَقّب به نفسه، ومن شعره يتضح أنه قرأ في أشعار العرب وأخبارهم، وكانت له رحلة مشهورة إلى العراق، واشتهر بقصائد النصح والحكمة، ولا زالت أشعاره تتردَّد على ألسنة الناس في نجد إلى اليوم، وتوفِّي في مدينة أثيثة شمال محافظة مرات ١٥ كلم، عام 1188هـ، على الأرجح.