
كشف أستاذ المناخ بجامعة القصيم "سابقاً"، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية الدكتور عبدالله المسند؛ عن السبب الذي يجعل الناظر إلى القمر لا يرى إلا وجهاً واحداً منه.
وأوضح "المسند"؛ أننا "لا نستطيع مشاهدة النصف الثاني من القمر، وهو بالمناسبة الأبعد عنا، وهو غير مظلم، كما يعتقد بعض الناس، بل يتعاقب عليه الليل والنهار، كما النصف المقابل للأرض".
وأضاف: "حتى عام 1959 لم يشاهد الإنسان النصف الآخر من القمر، حتى قام الاتحاد السوفياتي بتصوير الجهة المقابلة والنصف الآخر من القمر عبر مسبار فضائي غير مأهول".
وعن العلة، أشار "المسند"؛ إلى "أننا لا نشاهد إلا وجهاً واحداً من القمر على الرغم من كونه يدور حول الأرض وحول نفسه، لأن الدورتين تستغرقان فترة زمنية واحدة وهي شهر قمري؛ لذا لا نستطيع رؤية النصف الآخر من القمر".
وأردف: "لو كان القمر يدور حول الأرض، ولا يدور حول نفسه لشاهدنا النصفين خلال الشهر القمري، وهذه المسألة لن تتضح إلا بمثال: ضع نفسك في مركز دائرة (كأنك الأرض)، واجعل زميلك في محيطها يدور عليك عكس عقارب الساعة (كأنه القمر)، ستشاهد فقط خده الأيسر، ولن تشاهد خده الأيمن، والواقع أن صديقك يدور حولك، وحول نفسه مرة واحدة في وقتٍ واحدٍ، كما يفعل القمر".
وتابع: "والدليل على أن صديقك دار حول نفسه أن وجهه واجه الجهات الجغرافية الأربع خلال دورته حولك، ولو دار صديقك حولك ووجّهه ثابت باتجاه الشمال، مثلاً، فعندئذ ستشاهد كل جزء من رأسه (تأمل فيها عبر التجربة الميدانية)".
وبيَّن "المسند"؛ أنه "خلال الأيام الخمسة الأولى من الشهر القمري أو الأخيرة منه، وعندما نشاهد الهلال، فإننا نستطيع رؤية الجانب المظلم من القمر بشكلٍ باهتٍ، والسر في ذلك أن ليل القمر (المنطقة المظلمة)؛ تُضاء بوساطة ضوء الأرض المنعكس عليها من الشمس، مثل إضاءة القمر لليالي الأرض، وأجمل وأوضح ما يكون المشهد في شهرَي أبريل ومايو، والله أعلم".