أعلن وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، عن وصول ما يقارب مليون ومئتي ألف حاج من مختلف دول العالم حتى نهاية اليوم، حيث تمت جميع مراحل رحلتهم بيسر وطمأنينة، وينعمون بوضع صحي متميز ومستويات رضا مرتفعة، مؤكدًا أن هذا النجاح جاء بفضل الله أولاً، ثم بفضل الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة والجهود المخلصة لأبطال منظومة خدمة ضيوف الرحمن.
وأوضح في المؤتمر الصحفي الحكومي الذي عُقد اليوم في الرياض بحضور وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري، أن العمل في منظومة ضيوف الرحمن يستمر بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله -، مشددًا على ضرورة التزام جميع ضيوفنا الحجاج بالأنظمة والتعليمات والتعاون، لنتمكن من خدمتهم على أكمل وجه وتسهيل عليهم بإذن الله أداء المناسك بكل يسر وطمأنينة".
وأكد الوزير الربيعة أن توجيهات القيادة الرشيدة - أيدها الله – تشدد على الإعداد المبكر لموسم الحج، مع السعي الدؤوب والحرص المتواصل على مراجعة الخطط والمشروعات والمبادرات لتطويرها ومعالجة تحديات الأعوام السابقة، والخروج بأفكار خلاقة تتحول إلى حلول واقعية ترتقي بخدمة حجاج بيت الله الحرام بدعم من رؤية المملكة 2030.
وسلط وزير الحج الضوء على أبرز الأعمال التي انطلقت مبكرًا لخدمة ضيوف الرحمن، حيث استعدت وزارة الحج والعمرة لموسم حج هذا العام 1445 هـ منذ نهاية موسم حج العام الماضي، وذلك بلقاء رؤساء وممثلي مكاتب شؤون الحجاج وتسليمهم وثائق الترتيبات الأولية في يوم 12 من ذي الحجة 1444 هـ - في ليلة نهاية موسم العام الماضي -.
وبيّن وزير الحج والعمرة أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن قام بإنشاء مكتب مشاريع الحج (Hajj PMO ) الذي استكمل أعماله هذا العام بالتنسيق مع أكثر من 50 جهة حكومية لمتابعة أكثر من 300 خطة في 2600 معلم، لرفع الاستعداد والجاهزية لموسم حج 1445هـ منذ شهر المحرم 1445هـ.
وقال: "قمت وزملائي قيادات المنظومة منذ نهاية موسم الحج العام الماضي بزيارة إحدى عشرة دولة، وأجرينا خلالها 24 لقاءً رسميًا بالمسؤولين في معظم هذه الدول، وذلك للتباحث معهم مباشرة والعمل على استثمار فرص التسهيل على حجاجهم ومعالجة التحديات"، مشيرًا إلى أنه وفي سابقة تاريخية أصدرت أول تأشيرة العمرة في السابع من شهر رمضان المبارك الماضي، حيث وصل عدد التأشيرات المصدرة حتى الأول من شهر ذي القعدة 1445 أكثر من مليون تأشيرة، أي بواقع سبعة أضعاف مقارنة بالفترة ذاتها من العام 1444 هـ، معربًا عن شكره لشركاء النجاح في وزارة الخارجية.
وأشار إلى إطلاق حملة دولية للتوعية بخطورة مخالفة أنظمة وتعليمات الحج والحملات الوهمية وممارسات الاحتيال الإلكتروني في أكثر من 20 دولة حول العالم، إضافةً إلى إطلاق الحملة الوطنية(لا حج بلا تصريح) بقيادة الشركاء في وزارة الداخلية وإمارة منطقة مكة المكرمة للتوعية ثم تطبيق الأنظمة والتعليمات المنظمة للحج مما يمكن كل من يؤدي الحج بالطرق النظامية من إتمام النسك براحة وتنظيم.
وأكد أن مبادرة "طريق مكة" تتواصل للعام السادس، حيث يستفيد منها أكثر من 250 ألف حاج هذا العام وهي من مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن وتنفذ بقيادة وزارة الداخلية في 7 دول، عبر 11 مطارًا.
وأوضح أنه حرصًا على رفع كفاءة العاملين في المنظومة والارتقاء بمستويات الحفاوة والترحيب بضيوف الرحمن، لتقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين، شهدت الأشهر الماضية مواصلة تدريب أكثر من 120 ألفًا من العاملين، وقادة مجموعات الحجاج، حيث عقدت أكثر من 2500 ورشة تدريبية بعددٍ من اللغات في المملكة، و10 أخرى في دول حول العالم.
وتحدث الدكتور الربيعة عن الجهود المبذولة لتطوير نظام الخدمة من خلال فتح المنافسة بين شركات خدمات الحج المختلفة، مشيرًا إلى تزايد عدد مقدمي الخدمات هذا العام إلى 35 مقدم خدمة. وفيما يتعلق بحجاج الداخل، أشار الوزير إلى العمل من خلال بوابة إلكترونية موحدة تسهل اختيار الخدمات، وإلى تطوير تطبيق "نسك" الذي يقدم أكثر من 120 خدمة رقمية.
وأكد أن العاملين في منظومة الحج والعمرة من منسوبي القطاعات كافة، يحظون بتأهيل علمي وعملي وخبرات رفيعة المستوى ويعملون ليل نهار مستشعرين شرف الخدمة والمسؤولية الدينية والوطنية، ويساندهم ما يزيد على 10 الآف متطوع ومتطوعة، مشيرًا في جانب تهيئة وتطوير المنشآت في المشاعر المقدسة إلى انتهاء أعمال تجهيز منشأة الجمرات لتتواءم مع خطط التفويج والتنظيم، مدعّمة بمظلات علوية مع تلطيف للهواء بالرذاذ؛ لخفض درجات الحرارة، إلى جانب رفع كفاءة وجاهزية السلالم الكهربائية المتحركة، بهدف تسهيل وصول الحجاج إلى مواقع رمي الجمرات، وجنبًا إلى جنب أُنجزت جملة من المشروعات بهدف تحسين تجربة ضيوف الرحمن، باستحداث 11 مبنى، تستوعب 37 ألف حاج كنموذج أولي لتحسين تجربة الحجاج، إذ استغرق تنفيذها 9 أشهر بحمد الله.
وفيما يخص مشروعات الأنسنة وتحسين التجربة، بين الوزير الربيعة أنه تم تطوير المنطقة المحيطة بالمشعر الحرام بتدشين مشروع (مسار المشعر الحرام) ليكون ملائمًا للمشي والتنقل بيسر وسهولة، كما تم تجهيز أكبر محطة تبريد في العالم لتنقية الهواء في المسجد الحرام، لتلطيف الأجواء وتبريدها على حجاج بيت الله الحرام.
وأِشار إلى أن الشركاء في منظومة النقل يواصلون أعمالاً تطويرية متسارعة، حيث سيشهد موسم حج هذا العام تشغيل قطار المشاعر بطاقة استيعابية تبلغ 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، للإسهام في نقل ما يزيد على 350 ألف حاج بين المشاعر المقدسة، كذلك يُجرى العمل مع الشركاء في وزارة الصحة على مدار الساعة لمراقبة الوضع الصحي لضيوف الرحمن وهو مطمئن ولله الحمد.
وأكد وزير الحج والعمرة، أن المملكة سخرت الإمكانات كافة وجندت كل القدرات لإنجاح حج 1445 هـ في موسم يشهد تطورًا استثنائيًا ضمن تجربة تحويلية تدعمها مخرجات رؤية السعودية 2030 في عامها الثامن عبر مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة - أيدها الله - بأن نبذل كل ما في وسعنا جميعًا لخدمة حجاج بيت الله الحرام، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن ييسر للحجاج حجهم ويعودون بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور.