دولة شرق أوسطية أبلغت واشنطن.. "الذايدي": رغم أن ما جرى جديد وخطير لكنه تحت السقف المبني

دولة شرق أوسطية أبلغت واشنطن.. "الذايدي": رغم أن ما جرى جديد وخطير لكنه تحت السقف المبني

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي مشاري الذايدي أن جميع الأطراف كانت تعلم عن الهجوم الإيراني الاستعراضي على "إسرائيل"، حيث إن إيران أبلغت أمريكا مسبقاً بالضربة عبر دولة شرق أوسطية، واصفاً الضربة بـ"فشّة الخلق" الإيرانية، ورغم أن ما جرى من إيران هذه المرّة، جديد وخطير، لكنه يظلّ تحت السقف المبني.

الشرق الأوسط بين فريقين

وفي مقاله "وتُقَدِّرونَ فتضحك الأَقدارُ... إيران و"إسرائيل" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول "الزايدي": "هذه المنطقة المسمّاة بالشرق الأوسط، لا تريد الهدوء -أو لا يُراد لها الهدوء- وإشعال الحرائق يأتي تارة من "بعض" أهالي الشرق الأوسط، وتارة من خارجه.. أنصار السلام والسكينة، والتوجّه نحو التنمية والحياة، فريق، وعكسهم فريق آخر، وما يجري هو تعارض بين هذه الإرادات".

هل تريد إيران حقّاً محو "إسرائيل" وخوض حرب وجودية معها؟

ويعلق "الزايدي" قائلًا: "غير أنه في مشهد يبدو عبثيًا وفوضويًا، لا نظام له، هناك قواعد تحكم هذه الفوضى، وإن كانت غير مرئية، ودومًا من الكاشف للظلمات عند تشابك العواصف وتصاعد العجاج، طرح الأسئلة الأوليّة، ومنها هذا السؤال: هل تريد إيران حقّاً محو "إسرائيل" وخوض حرب وجودية معها؟ والعكس صحيح: هل تريد "إسرائيل" ذلك تجاه إيران؟ ومن خلفهم أمريكا راعية "إسرائيل"، والباحثة بشغف -في نسختها الأوبامية البايدنية- عن التفاهم مع إيران؟".

الكل كان يعلم عن الهجوم الإيراني الاستعراضي

ويتوقف "الزايدي" أمام الضربة الإيرانية ويقول: "قبل يومين، في مشهد مثير، كان الكل يعلم عن الهجوم الإيراني الاستعراضي على "إسرائيل"، والكل كان مستعداً له.. نشرت "العربية" نقلاً عن مصدر دبلوماسي تركي، سرّ مكالمة بين طهران وواشنطن، عبر أنقرة، قبل الضربة التي وجهتها إيران إلى "إسرائيل"، بقليل.. المصدر قال: إن إيران أبلغت أمريكا مسبقاً بالضربة عبر تركيا، مشيراً إلى أن "إسرائيل" كانت على دراية بتوقيت الضربة الإيرانية عبر تلك الاتصالات.

وقال المصدر في تصريحاته: إن هذا ما يفسّر الإجراءات التي تم اتخاذها قبيل الضربة من قبل دول عدة أغلقت مجالها الجوي، بينها الأردن و"إسرائيل" ولبنان، الجانب الأمريكي -عبر تركيا- بلّغ إيران أن عملياتها يجب أن تكون ضمن حدود معينة".

تمرير "فشّة الخلق" الإيرانية

ويضيف "الزايدي" قائلًا: "مع كل هذه الاحترازات، لتمرير "فشّة الخلق" الإيرانية، لدواعٍ تتصل بالشرعية والصورة داخل إيران، وأمام دراويش محور المقاومة، وحفظاً للهيبة، تجاه خصوم إيران، من العرب بخاصة، دون أن يحدث ضرر فعلي على "إسرائيل"، وكما صرّح جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض؛ فإن الأضرار التي خلّفها الهجوم الإيراني "صغيرة للغاية".

هل من الممكن أن تفلت الأمور عن الزِّمام؟

وعن المستقبل القريب والبعيد، يقول "الزايدي": "إلا أن السؤال يظل قائمًا: هل من الممكن أن تفلت الأمور عن الزِّمام، رغم التطمينات الإيرانية، قبل كل شيء، على لسان وزير خارجيتها عبداللهيان، والتطمينات الأمريكية أيضاً؟. علّق الأستاذ عبدالرحمن الراشد في مقالته بجريدة "الشرق الأوسط" على هذا التطور الجديد بأن الدول الثلاث؛ إيران و"إسرائيل" وأمريكا: "برهنت في إدارة نزاعاتها لأربعين عاماً، على قدرتها على تجنب المواجهات المباشرة وإبقاء المواجهات على مستويات منخفضة، "إسرائيل" تعدّ هجوم "حماس" من فعل إيران، وأن قتلها قيادات من (الحرس الثوري) كان رداً عليه ضمن (قواعد الاشتباك)".

وتُقَدِّرونَ فتضحك الأَقدارُ!

وينهي "الزايدي" قائلًا: "صفوة القول، صحيح أن ما جرى من إيران هذه المرّة، جديد وخطير، لكنه يظلّ تحت السقف المبني، وهو بعلم العالم كله، قبل انطلاقه، بمن فيهم، بل أولهم، "إسرائيل" نفسها.. صحيحٌ أن الكل يخطّط ويقدّر لتحجيم الأخطار الوجودية، والاكتفاء بردود "محسوبة"، لكن حكيم المعرّة من قبل قال: "إن الزمان كأهله غدّارُ"، في رائعته التي قال فيها: وتُقَدِّرونَ فتضحك الأَقدارُ!".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org