في إطار رصد سيناريوهات ما بعد الهدنة، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي هاني وفا، رئيس تحرير صحيفة "الرياض"، أن هناك اثنين في "إسرائيل" يريدان استمرار الحرب عقب الهدنة، وهما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والجيش الإسرائيلي، ولكل منهما أسبابه، لكن الأمور اختلفت الآن، بعد الحشد الذي حشدته السعودية عربياً وإسلامياً ودولياً، حتى أصبح العالم يطالب بوقف الحرب وإيجاد طريق للسلام.
وفي مقاله "ما بعد الهدنة" بافتتاحية صحيفة "الرياض"، يقول وفا: "مع بدء الهدنة في غزة والشروع في تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في عملية تستمر أربعة أيام بدءاً من الأمس، هناك تساؤلات يتم طرحها لأهميتها، وقد يكون أهمها ذاك السؤال: ماذا بعد الهدنة؟ ما السيناريو أو السيناريوهات للمرحلة القريبة المقبلة؟ إسرائيل أعلنت حتى قبل بدء الهدنة أنها ستقوم باستئناف الحرب التي ينطبق عليها ما ينطبق على الحروب الأخرى (تعرف متى تبدأ ولا تعرف متى تنتهي)، معنى ذلك أن المشهد سيتكرر وسنشهد سقوط مزيد من الضحايا الأبرياء ونزوحاً جديداً وتدميراً لا ينتهي".
ويرصد "وفا" صورة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ويقول: "الإعلام الإسرائيلي الرافض لاستمرار الحرب بعد الهدنة بدأ يتحدث عن جانب مختلف من الحرب داخل إسرائيل، يتحدث عن محاولة نتنياهو الخروج بانتصار ما خدمة لمصالحه الشخصية، خاصة أن هناك قضايا متهم بها بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، والتي قد تنهي مستقبله السياسي، وحسب المحللين الإسرائيليين فإن إطالة أمد الحرب قد تكون بمثابة محاولة تأجيل البت في تلك القضايا، فكلما ظلت الحرب مشتعلة كلما كان نتنياهو بعيداً عن أروقة المحاكم، هذا ليس كل شيء، فالمحللون نفسهم يتحدثون عن طرف آخر يريد إطالة الحرب ألا وهو الجيش، فالجيش الإسرائيلي -حسب المحللين- يبحث عن انتصار أياً كان نوعه ليعيد هيبة فقدها منذ بدء الأحداث مهما كان الثمن، فليس لديه مانع أن تستمر الحرب على غزة لسنة أو أكثر، المهم أن لا تهتز صورته مهما كان الثمن، وهنا هو ثمن مرتفع".
وينهي "وفا" قائلاً: "الأصوات أخذت ترتفع ليس في إسرائيل وحدها بل في أنحاء العالم تطالب بوقف الحرب وإيجاد طريق للسلام كونه هو الحل، فالحشد الذي حشدته المملكة عربياً وإسلامياً ودولياً نتائجه واضحة في تغيير الموقف الدولي عما كان عليه في بداية الحرب على غزة".