يُعد محصول بذور التيف، المعروف باسم "حب الدقسة"، عند المزارعين في بلاد بني عيسى وبني بحير من المحاصيل نادرة الوجود، بالرغم من أهمية قيمته الغذائية. وقد أصبح هذا المحصول الغذائي مهددًا بالانقطاع التام؛ لأنه في الأصل غير متوافر في الأسواق، ولا يوجد إلا بكميات محدودة لدى البعض، وخصوصًا المزارعين في وادي الجارة ببني عيسى وقنونا شرق القنفذة، التي اشتُهرت بزراعة هذا النوع من حبوب القمح التي لا تقل أهمية قيمتها الغذائية عن الدخن.
وتعتبر حبوب بذور التيف "الدقسة" بطبيعتها خالية من الغلوتين، وتحتوي على العديد من المكونات، ونسبة عالية من الألياف والحديد.
ولهذا المحصول فوائد صحية؛ تجعل له قيمة غذائية جيدة، منها أن المزارعين لا يستخدمون المبيدات الحشرية لحمايته من الحشرات، أو من مهاجمة الطيور بسبب قوته؛ ما يجعله أكثر أمانًا من أضرار المبيدات الحشرية.
وتمرُّ زراعة الدقسة بمراحل عدة، تستمر ٦ أشهر حتى حصادها؛ وهذا من أهم أسباب عزوف المزارعين عن زراعتها بسبب طول المدة، وعدم توافُر المياه الكافية للري لمدة ٦ أشهُر، وقلة الإمكانات التي تعينهم على تحمُّل مصاريف المحصول حتى الحصاد.
ويصل سعر الكيس زنة ٥٠ كيلوجرامًا إلى ألف ريال؛ لأن أغلب الأهالي في تلك المنطقة يحرصون على وجود عيش الدقسة على سفرتهم، وخصوصًا وقت المناسبات، ووجود الضيوف، ويفضلها كثيرًا كبار السن الذين اعتادوا على تناولها منذ صغرهم، وخصوصًا أنها سهلة الإعداد، وتُصنع بعد طحنها على شكل خبز أو عيش عصيدة باللبن، وتُقدم للضيوف مع المرق والسمن والعسل.