قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في حديثه مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية: إن السعودية في الماضي كانت تواجه بعض المشكلات ولم تستغل العديد من الفرص، والآن تسعى لاستعادة واستغلال الفرص والتقدم نحو مستقبل أفضل للوطن.
وأكد سموه أن رؤية السعودية تعتبر رؤية كبيرة، وكل يوم يتسارع وصولها إلى الأهداف وتُوَسّع ذلك ليشمل أهدافًا جديدة وطموحًا أكبر؛ مشيرًا إلى أن المملكة كانت أسرع دولة نموًّا في مجموعة العشرين في عام 2022، وفي هذا العام أيضًا حققت المرتبة الثانية في مجموعة العشرين إذا تم احتساب جزء من الناتج المحلي الإجمالي من النفط، كما أشار إلى أن هناك منافسة جيدة بين السعودية والهند.
وبخصوص ما سيكون هناك بعد رؤية 2023؛ أوضح ولي العهد أن الناتج المحلي الإجمالي للسعودية في أواخر السبعينيات كان أكبر من كوريا الجنوبية؛ ولكن الآن تقدمت كوريا الجنوبية لتحتل المرتبة العاشرة أو الحادية عشرة عالميًّا في عام 2016، بينما كانت السعودية في المرتبة العشرين في نفس العام، وفي عام 1980 كانت المملكة في المرتبة الثانية عشرة عالميًّا، ووصف ذلك بالمؤسف؛ مشيرًا إلى أنه لو استمرت السعودية على المسار المثالي منذ ذلك الحين؛ لكانت ضمن الدول السبع الأوائل عالميًّا؛ ولذلك يعمل على إعادة السعودية إلى المسار الصحيح.
وأكمل ولي العهد: المملكة اليوم تحتل المرتبة السابعة عشرة عالميًّا في الناتج المحلي الإجمالي، وفي مجموعة العشرين أصبحت في المرتبة الخامسة عشرة خلال سنوات قليلة.
وبشأن اتفاقية السكك الحديدية وربط أوروبا بالخليج والهند، قال سموه إنها خطوة مهمة إذا كنتَ ترغب في تصنيع السلع في بلدك ونقلها، وأهمية وجود خطط لوجستية جيدة، والتعاون مع العديد من الدول لضمان مرور البضائع في الوقت المناسب؛ مثل توفير الوقت بين أوروبا والهند بمقدار 3 إلى 6 أيام؛ مما يعني زيادة الكفاءة، وتوفير الوقت والمال، إلى جانب ربط شبكات الطاقة والكابلات وغيرها، كما أن الطاقة ستكون خضراء، وسيتم إنتاجها في الشرق الأوسط ونقلها إلى أوروبا والهند.
وفيما يتعلق بوجود اتفاقية دفاعية مشابهة لحلف الناتو بين السعودية والولايات المتحدة؛ فقد أشار ولي العهد إلى أن هناك اتفاقية مشابهة بين البلدين خلال الثمانين سنة الماضية، وأن السعودية تلعب دورًا حاسمًا في صادرات الأسلحة الأمريكية؛ حيث تعد من أكبر خمسة مشترين للأسلحة الأمريكية؛ وبالتالي فإن وجود مثل هذه الاتفاقية يعزز المصالح الأمنية والعسكرية لكلا البلدين.
وتابع سموه أن العلاقات الأمنية والعسكرية بين السعودية والولايات المتحدة لها أهمية كبيرة، كما أن الأمريكيين لا يريدون في رؤية السعودية أن تنقل تسليحها من أمريكا إلى بلد آخر؛ ومن هنا تأتي أهمية تلك الاتفاقية في تعزيز هذا الجانب الذي يعزز مصالح الأمن والمصالح العسكرية والاقتصادية أيضًا.
وعن عودة العلاقات مع إيران وعدم التطبيع مع إسرائيل حتى الآن؛ فصرح ولي العهد بأن ذلك يرجع إلى المواقف والسياسات المتبعة، على الرغم من وجود نزاع طويل مع إيران منذ عام 1979؛ إلا أنه لا يوجد حاجة للاستمرار بذلك في الشرق الأوسط، خاصة في ظل وجود فرص للازدهار وتحقيق المصالح المشتركة في المنطقة.
ويعتقد سموه أن التعاون مع إيران وغيرها من الدول يمكن أن يعيد توازن العلاقات في المنطقة، ويعزز التعاون والتفاهم بين العرب وإيران في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بعقبات المفاوضات مع إيران، قال إن الصين تدخّلت في حلها، وبدأت الأمور بعد ذلك في التحسين بشكل جيد.