طالبَ عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة المجمعة الدكتور عقل بن عبدالعزيز العقل؛ بإضافة مقررات تعليمية جديدة أو موضوعات مدمجة مع أخرى تتحدث عن أهمية وفوائد التنمية المستدامة في المجتمع، كما طالب بإقامة برامج تدريبية تأهيلية للمعلمين والطلاب حول أهميتها، وتعليمهم فن الادخار والاستثمار، وتدعيم ذلك بالنصوص والشواهد الشرعية، وتطبيق أساليب تعليمية من توازن واعتدال ومواطنة وتلبية احتياجات سوق العمل والمستقبل.
وقال "العقل"؛ في حديثه لـ"سبق": "تسعى التنمية المستدامة لتحقيق عديد من الأهداف، التي منها: إيجاد التوازن بين الاحتياجات المختلفة للمجتمع، وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، ومكافحة مشكلات التفكك الاجتماعي والبطالة والفقر، وكذلك تحقيق حياة أفضل للسكان، والاستخدام العقلاني للموارد، واحترام البيئة الطبيعية، وتعزيز الوعي الثقافي لدى السكان، إضافةً إلى إعادة توجيه التكنولوجيا الحديثة لتحقيق أهداف المجتمع، وتعزيز إمكانية الحاضر، والتفكير في المستقبل ومصير الأجيال القادمة، والتوافق والتكامل بين التنمية والبيئة".
وواصل: "لتحقيق التنمية المستدامة في البعد الاقتصادي، فإنه من الأهمية مراعاة تحقيق التوازن بين طبقات المجتمع، والعمل المتواصل والإنتاج؛ لتحقيق الاقتصاد المزدهر، والابتعاد عن المعاملات المالية المحرّمة، وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية، وتجنب الإسراف والتقتير تحقيقاً للاقتصاد المزدهر، وتحقيق الضوابط الإسلامية للسوق التجاري بما يسهم في تحقيق الاقتصاد المزدهر، ودمج المرأة في عمليات البناء والتنمية، وتجويد العمل وإتقانه".
وتابع: "يجب مراعاة ذلك لضمان تحقيق الاستدامة في البُعد الاجتماعي، والتي في مقدمتها حدوث التفاعل بين جميع عناصره وفئاته، وتحقيق التكافل بين الأفراد أساس وحدة المجتمع المسلم، وإشراك المسنين في العملية التنموية، وتوجيه المنهج الإسلامي المسنين للتنمية المستدامة".
وعن أهمية ذلك في البُعد البيئي، قال: "تشجيع الصناعة المتواصلة بيئيًا مع المرونة ووضع المعايير حتى للشركات الداخلية والخارجية؛ للحفاظ على البيئة، وتوعية الجميع بالمخاطر الناتجة عن الاستخدام الخاطئ".
وأردف: "كما أن للتعليم دوراً في تطبيق التنمية المستدامة، كاستحداث مقررات في التنمية المستدامة، أو دمجها ضمن المقررات، مع إقامة برامج تدريبية تأهيلية للمعلمين والطلاب حول أهميتها، وتعليمهم فن الادخار والاستثمار، وتدعيم ذلك بالنصوص والشواهد الشرعية، وتطبيق أساليب تعليمية من توازن واعتدال ومواطنة وتلبية احتياجات سوق العمل والمستقبل".
وأكّد أهمية دور الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي في تحقيق التنمية المستدامة، بقوله: "هذه المنصات هي مجال خصب لنشر التطبيقات التربوية لهذا الموضوع المهم واستثماره، بإعداد المحتوى التربوي التنموي المختصر، من خلال أساتذة كليات التربية وكليات خدمة المجتمع".
وأضاف "العقل"؛ في حديثه عن أهمية الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة: "يجب أن يكون هذا المحتوى مدعمًا بالأدلة والشواهد، وذلك بإنشاء وحدة بين الأقسام التربوية والاجتماعية؛ تعمل على رصد احتياجات الواقع في مواقع التواصل الاجتماعي وتحديثها، واستضافة المهتمين وما يسمون بالمشاهير؛ للتعرف على العوائق والاحتياجات، وتزويدهم بالمحتوى العلمي الذي يسهم في دعم التنمية المستدامة، وإطلاق مبادرات تنافسية حول التنمية المستدامة، عبر الإعلام الجديد كالأبحاث والأفكار الإبداعية".
وأوصى، بضرورة تنمية مهارات أفراد الأسرة إيمانيًا ومعرفيًا، وتدريبهم على مجابهة مشكلاتهم، وإيجاد الحلول المناسبة لها، بما يضمن عدم انحرافهم مستقبلًا، مع تربية أفراد الأسرة في المجال الفكري والعقلي في ضوء الأسس التنموية المستدامة.
كما أوصى "العقل"؛ بضرورة تضمين متطلبات التنمية المستدامة بمقررات التعليم بالمراحل التعليمية المختلفة، حسب طبيعة كل مرحلة، والخصائص العمرية والعقلية لطلابها، بما يضمن تعزيز الوعي بالتنمية المستدامة لدى هؤلاء الطلاب. واهتمام الجهات المسؤولة بالاستفادة من المنظور التربوي الإسلامي للتنمية المستدامة، وكيفية تحقيق أبعادها.
وأضاف في وصاياه: "يجب الاستفادة من الخبرات المتقدمة في مجال التنمية المستدامة، بما يتوافق مع ثقافة المجتمع وإمكاناته، عن طريق استقدام الخبراء في ذلك، وإيفاد البعثات وتبادل الخبرات. وتدريب المعلمين بمراحل التعليم المختلفة على كيفية غرس سلوك الاستدامة لدى طلابهم، من خلال القدوة والأنشطة الطلابية، وبعض البرامج التعليمية التي يمكن أن تسهم في ذلك".
وأخيرًا، قال: "يجب التركيز على التوعية المجتمعية الشاملة بأهمية التنمية المستدامة، والحاجة الملحة إليها في الأوقات الراهنة في ظل عديد من المتغيرات والتحديات المحيطة بالمجتمع، عن طريق الندوات والمؤتمرات العلمية التي يمكن أن تسهم في ذلك؛ إضافةً إلى تركيز المؤسسات الإعلامية على التوعية بالتنمية المستدامة، وعرض النماذج الإسلامية لتحقيقها، مع ذكر نماذج من المصادر الإسلامية تحفز على ذلك".