يؤكّد الكاتب الصحفي سلطان بن محمد المالك، أن كثيراً من المستأجرين يعانون جشع ملاك العقارات ورفعهم القيمة الإيجارية بشكلٍ مستمرٍ دون أي مراعاة للمستأجر ونشاطه التجاري، ذاكراً أمثلة حقيقية لمستثمرين أقفلوا أنشطتهم التجارية بسبب المبالغة الزائدة في رفع القيمة الإيجارية من قِبل مُلاك العقار، مطالباً بنظامٍ صارمٍ يُلزم المؤجّر بتوقيع عقود طويلة الأجل مع المستأجر، ولا يحق له رفع الإيجار إلا بعد أن تنتهي المدة الإيجارية.
وفي مقاله "هل أصبح المؤجر طارداً للمستثمر؟" بصحيفة "الجزيرة"، يقول المالك: "يعاني كثير من المستأجرين من جشع ملاك العقارات ورفعهم القيمة الإيجارية بشكلٍ مستمرٍ دون أي مراعاة للمستأجر ونشاطه التجاري. بعضهم يعاقب المستأجر برفع القيمة الإيجارية كلما شاهد المستثمر ناجحاً في نشاطه التجاري، وبعضهم لا يهمه أي شيء سوى رفع قيمة الإيجار دون أي اعتبار للمستأجر، فبديله جاهزٌ وينتظر المقر حال شغوره".
ويضرب "المالك" ثلاثة أمثلة حقيقية لمستثمرين أقفلوا أنشطتهم التجارية بسبب المبالغة الزائدة في رفع القيمة الإيجارية، ويقول: "أمثلة عديدة تمر بنا من متضررين من مستثمرين اضطروا لإغلاق أنشطتهم بسبب جشع المؤجرين وتجاوزاتهم وعدم خوفهم من الرقيب. وهنا أسرد بعضاً من هذه الأمثلة التي أعرفها شخصياً:
شاب سعودي طموح يعمل في مجال الأعمال والتجارة وناجح جدًا في المجالات التي يعمل فيها، قرر أن يضيف نشاطًا جديدًا لأعماله فافتتح مطعماً جديداً في مدينة الرياض يتميّز بتقديم الأطباق الإيطالية اللذيذة وبأسعار معقولة، نجح المطعم منذ بداياته قبل 5 أعوام وحقق اسماً مشهوراً ذا سمعة رائعة في جودة الطعام لدى عملائه. قبل شهر قدّم صاحب المطعم عبر حسابه الشخصي في تويتر اعتذاراً لعملاء المطعم مع إبلاغهم بأنه تمّ إغلاق المطعم بسبب بعض الظروف المحيطة التي أبرزها مبالغة صاحب العقار الذي يعمل فيه المطعم برفع القيمة الإيجارية أضعافًا. خرج من هذا المجال وخسرنا مستثمرًا كان بالإمكان أن يتوسّع في نشاطه واستثماره.
صاحب مطبخ شعبي قديم في مدينة الرياض معروف ومشهور في مجاله من أكثر من 30 عامًا، لديه قائمة عملاء عريضة اكتسبها من حسن تعامله معهم وجودة الطعام المقدم في مطبخه الخاص بالولائم والمناسبات، قرر أن يقفل المطعم ويخرج من النشاط بسبب مبالغة صاحب العقار برفع القيمة الإيجارية أكثر من 3 أضعاف.
طبيب أسنان مشهور بعمله وتميزه في مجاله، مستثمر في عيادة طب أسنان ومستأجر في موقع ممتاز في الرياض، يفكر بشكل جدي الخروج من الموقع بسبب رفع المؤجر للقيمة الإيجارية، متردّد بين الخروج لموقع آخر أو البقاء تحت رحمة المؤجر الجشع، ولو خرج سوف يكلفه الانتقال وتأسيس مقر جديد مبالغ كبيرة. وسبق للمؤجر أن رفع القيمة الإيجارية عليه بأكثر من 40 %".
ويعلق الكاتب قائلاً: "ما سبق هي أمثلة حقيقية لمستثمرين أقفلوا أنشطتهم التجارية بسبب المبالغة الزائدة في رفع القيمة الإيجارية من قِبل ملاك العقار، وغيرهم كثير، استوقفني هذا الأمر فأحببت أن أطرحه هنا مؤكداً أن رفع الإيجار من المؤجر يعد قتلاً للمستثمرين، ويسبّب ضررًا للنشاط الاستثماري والتجاري في الوطن".
وينهي "المالك"، قائلاً: "الحل في -رأيي- أن يكون هناك نظامٌ صارمٌ يُلزم فيه المؤجر على توقيع عقود طويلة الأجل مع المستأجر ولا يحق له رفع الإيجار إلا بعد أن تنتهي المدة الإيجارية. وإن استمر الحال على ما يحصل الآن، فسوف نخسر كثيراً من المستثمرين وتصبح بيئتنا الاستثمارية طاردة للاستثمار".