تصوير: عبدالله النحيط
في تمام العاشرة صباحًا من يوم الخميس الحادي عشر من نوفمبر الجاري كان يجلس على مقاعد الانتظار عند باب غرفة العمليات في مستشفى مدينة "فيرافيني" الجامبية المُسنُّ السنغالي "علي"، وهو يترقب دوره على أَسرَّة العمليات لإزالة الماء الأبيض من على عدسة عينه اليمنى، ويتأهب لتلك اللحظة منذ سنوات.
كان الماء الأبيض على عينه كالسحابة البيضاء التي منعته من ممارسة حياته كما ينبغي، ولا يملك سوى الصبر. حرمه المرض من قراءة المصحف، والتفاعل مع الحياة بمشاعر المبصر.. حرمه المشي وحده؛ فلا يستطيع إلا السير مردوفًا بمرافق. وقد هلَّت عليه البشرى بخبر تنظيم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حملة لتنفيذ مئات العمليات في أيام قلائل لإزالة الماء الأبيض في جامبيا؛ ما دعاه إلى المسارعة قادمًا من قريته في السنغال، واللحاق بركب المستفيدين من هذه الحملة التي تقدم خدماتها للجميع دون تمييز أو استثناء.
ورصدت العدسة مشاهد للمسن "علي" وهو في حالة هدوء قبل العملية، وقد تحول هدوؤه إلى ترقُّب وانتظار للنتيجة بعدها عندما حل الصباح، وقد أزال اللاصق عن عينه اليمنى، وصار يرى الحياة كما هي، ويردد بفرحة: "الحمد لله، منذ سنتين لم أقرأ المصحف". كما أُجريت له تجارب قياسات النظر والفحص اليدوي والآلي للاطمئنان على صحة عينه بعد العملية. وتم ذلك بفضل الله أولاً، ثم بجهود مملكة الخير والعطاء.