"العويجان": ولي العهد كسر نمط التفكير الأحادي والرياض أنهت سياسة الحليف الواحد

قال: لم يفكر في بلاده فحسب حين رغب بأن تنتقل عدوى التنمية لتصل للعالم العربي
خالد العويجان
خالد العويجان
تم النشر في

قال الكاتب السعودي خالد العويجان: إن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، كسر النمط السياسي الأحادي، الذي انتهجته الدول العربية منذ عقود، ونقلها إلى النظر بصورة جمعية، تحقق الفائدة للعالم العربي بأسرة، وليس دولة دون غيرها.

وفي مقاله الأسبوعي في صحيفة الوطن السعودية، تساءل "العويجان"، عن كيفية تَمَكُّن ولي العهد من جمع الكم الهائل من رؤساء الدول والزعماء العرب، للقاء الرئيس الصيني، في القمم التي احتضنتها العاصمة الرياض الأسبوع ما قبل الماضي؛ والتي حسب ما يرى أنها أزالت فرضية الاقتران بالحليف الواحد مدى الحياة.

وأجاب عن ذلك السؤال بالقول: "الاستنتاج الذي خرجت به، هو أن الأمير محمد بن سلمان كسر نمط التفكير الذي يدور حول المصالح الآنية والوقتية، والمكانية؛ بمعنى أن الرجل لم يفكر في بلاده فحسب؛ بل تجاوز ذلك بكثير، حين رغب بأن تنتقل عدوى التنمية والإصلاح خارج حدود بلاده؛ لتصل للعالم العربي"، واعتبر أن هذا التوجه الذي أقدَمَ عليه ولي العهد، هو نتيجة عروبته وإخلاصه لمحيطه، حسب ما تلقى في مدرسة والده ووالد الجميع الملك سلمان حفظه الله.

وعدد "العويجان" بعضًا من الشروط التي يجب أن يلتزم بها العرب لتحقيق مصالحهم مع الصين التي وصفها بـ"مصنع العالم"، أبرزها التفكير بوطنية مخلصه، والابتعاد عن الفئوية والنفعية الشخصية، ووضع المصالح العامة فوق كل اعتبار، ومحاربة الفساد والفاسدين، والإقدام وعدم الارتباك، بالإضافة إلى انزواء الجميع تحت طائلة القانون، بصرف النظر عن الصفات الاعتبارية والاجتماعية.

وفسّر التوجه السعودي الذي يقوده الأمير محمد بن سلمان نحو الصين، بمقابل وجود الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وقال في هذا الجانب: "الجميع حلفاء، والشراكة قائمة بالفعل مع تلك الدول؛ لكن لكل حليف مميزاته الخاصة. فالجمهورية الصينية لها طبيعتها التي تتحلى وتمتاز بها، كالالتزام بالعهود والمواثيق، وانصراف سياستها عن التدخل في شؤون الآخر، وعدم التفكير خارج حدود صندوق المصالح، والابتعاد عن التفكير عن منطق القوة، وهذا ما قاد الصين حتى تبوأت المرتبة الأولى على مستوى العالم في الصناعة".

واستذكر الكاتب "العويجان" مبادرة "الحزام والطريق" التي يتبنى ولي العهد تفعيلها، وهي المشروع الأضخم في المنطقة على مدى طويل الأجل، وسيعم نفعه جميع الدول العربية، من خلال تشكيله حزامًا بريًّا وبحريًّا ينطلق من الصين مرورًا بدول المنطقة، وصولًا إلى أوروبا وروسيا وأبعد من ذلك.

واستشهد بتقارير صادرة عن بنك "مورجان ستانلي" الذي يعتبر من أهم البنوك العالمية، والتي أشارت إلى أن عوائد تلك المبادرة ستصل ما بين 1.2، و1.3 تريليون دولار بحلول عام 2027؛ وهو ما سيعود على دور الممر بالفائدة والمصلحة التنموية.

واختتم الكاتب مقاله، بالقول: "التاريخ العربي مليء بالرموز ممن قامت رمزيتهم على دخان المدافع والدبابات، وهدير الطائرات.. وتاريخنا الحديث بحاجة إلى مصلحين يصنعون الأرشيف القادم بتنمية المجتمعات بالعلم لا بالدماء.. وهكذا يفكر محمد بن سلمان".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org