أعاد المركز الوطني للفعاليات ذاكرة الأجيال إلى عقود من الزمن؛ ليروي قصة البدايات الأولى لحيوية المجتمع بفعالياته ومناسباته رغم بساطتها وتنوعها، ومرورًا بالتحولات الوطنية التي واكبتها، واستمرارها إلى اليوم في رحلة تطوير غير مسبوقة محليًا وعالميًا؛ ليكتب كل جيل قصته مع فعالياته التي عاشها، وابتسامة الفرح التي صنعها، ويبقى الوطن حاضرًا في جميع تلك الأزمنة بطموحه وحيويته وازدهاره.
ولفت فيديو المركز الوطني للفعاليات بعنوان "نستاهلك يا دارنا وحنّا هلك" بمناسبة اليوم الوطني 92 لتوحيد المملكة الأنظار بفكرته الإبداعية التي لخصت بداية المجتمع مع الفعاليات، ووثّقت في خط زمني مترابط نهضة الوطن، وبناء إنسانه، وامتداد حضارته وتنميته، ووصولًا إلى رؤيته الطموحة، من خلال أيقونة الفعاليات الوطنية الفنان الكبير محمد عبده، حيث كانت أغانيه الوطنية شاهدة على الفعاليات والأحداث والمناسبات التي وثّقت مسيرة وطن ابتسم لمستقبله منذ وقت مبكر من تاريخه.
ومنذ أن اعتلى الفنان محمد عبده مسرح التلفزيون عام 1961م ليصدح بأول أغانيه الوطنية؛ كان المجتمع ببساطته يعيش فعالياته، ويكتب بداياته، ويرسم طموحاته، وفي كل مناسبة وطنية يتجدد معها حضور محمد عبده كان الجميع على موعد مع الإنجاز والتنمية، حيث تنقل لنا مشاهد الفيديو فعاليات الزمن الجميل داخل بيوت الطين، والحارات القديمة، والألعاب الشعبية، والسينما، ومظاهر الفرح العفوي في البراري والمتنزهات والشواطئ، ثم يتواصل عرض المشاهد التي نعيشها اليوم من الفعاليات الترفيهية، والمهرجانات الوطنية، والسباقات العالمية.
وفي كل مشهد منذ ذلك التاريخ يغني محمد عبده للوطن من "أوقد النار يا شبابها وصمة العار ما نرضى بها"، و"قولوا يالله يالله خضر الفنايل"، و"حديثنا يا روابي نجد"، ومرورًا بأغنية "فوق هام السحب"، و"الله معك يا بلادي"، و"عاشق طين البيوت" و"نحن الحجاز ونحن نجد"، و"الله البادي"، وصولًا إلى "ربنا واحد".
رحلة طويلة لفعاليات الوطن امتدت لأكثر من ستة عقود لخصها المركز الوطني للفعاليات بصورة الماضي والحاضر، وصوت الوطن محمد عبده الذي كان حاضرًا وشاهدًا على كل التفاصيل، ليكتب لكل السعوديين كيف "هي لنا دار" عز وفخر.