"القهوة" رمز الضيافة العربية.. تتعدَّد أساليب التقديم و"المزاج" واحد

استعراض لمختلف طُرق إعدادها في يومها العالمي
القهوة
القهوة

اتخذت منظمة القهوة الدولية في شهر مارس عام 2014م قرار إطلاق أول يوم من شهر أكتوبر من كل عام يومًا عالميًّا للاحتفال بالقهوة ومحبيها ومزارعي البُن وبائعي القهوة، وذلك في ميلان كجزء من معرض إكسبو الذي أُقيم عام 2015م. وقد تم استغلال هذا اليوم من أجل التشجيع على التجارة العادلة للقهوة، وزيادة الوعي حول مشاكل مُزارعي البُن.

واحتفالاً باليوم العالمي للقهوة نرصد لكم عادات أكثر الدول الخليجية والعربية في تناول القهوة، وصنعها. ونبدأ معكم بعادات السعودية، فالقهوة السعودية تعد من حبوب القهوة الخضراء، كما أنها تُحضَّر دون إضافة السكر، وتُقدَّم مع التمور.

وسجلت منظمة اليونسكو العالمية القهوة التي اشتُهرت بها المملكة العربية السعودية على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي عام 2015م. وكانت تشتهر القهوة السعودية بمواعيد محددة تُقدم فيها؛ إذ تُقدم من بعد الفجر حتى الظهيرة، ثم من وقت العصر حتى مغيب الشمس، ومن بعد صلاة العشاء حتى الساعة العاشرة مساء.

ويشترط في كثير من المناطق بالسعودية عادة أن تكون القهوة بالفنجان إلى النصف فقط؛ وذلك لأنه إذا امتلأ يعتبر إهانة للضيف، بينما تشترط بعض القبائل أن يكون الفنجان مملوءًا، ويعتبرونه من كرم أهل المنزل.

وكثيرًا ما نسمع عن القهوة التركية، وهي الأكثر رواجًا في الدول العربية، من بينها مصر، وتعتمد على المحمص بدرجة عالية؛ ما يُكسبها اللون البني الغامق، ويتم تحضيرها ورفعها من أعلى النيران قبل الغليان، أو حتى يعلو وجهها؛ لتصبح ذات مذاق رائع.. كما تتميز بوجود ما يسمى بـ"الوش" بين المصريين.

ومن أكثر العادات المصرية الغريبة في طريقة إعداد القهوة هي طريقة أهل النوبة؛ إذ تعد القهوة في إناء معدني يسمى "الجبنة"، ويوضع البُن في الإناء، ويصب فوقه الماء الساخن حسب الكمية المطلوبة، ويدفن في الفحم حتى يغلي، ثم يُصفَّى في فناجين صغيرة بوضع قطعة من الشبك في فوهة "الجبنة".

أما عن تقاليد بلاد الشام في شرب القهوة فقد اختلفت عن أقرانها من الدول العربية؛ إذ إن لديها عادة يطلق عليها "أهلاً وسهلا والله معكم"، وهي عادة تقديم القهوة مرتين للضيوف، مرة في أول الجلسة، والأخرى في آخرها. كما يعشق أهالي بلاد الشام تناول القهوة صباحًا على أنغام فيروز. وتدخل القهوة ضمن تقاليد طلب الزواج، وهي عادة قديمة، تتمثل في امتناع أهل العريس عن تناول القهوة حتى يتم الرد على طلبهم من أهل العروس؛ ليعودوا من جديد لشرب القهوة، وهنا يكون الرد بالوفاق بين الطرفين.

ويختلف اسم كوب القهوة أو فنجان القهوة من دولة عربية إلى أخرى، منها "القهوة المعطرة"، وهي القهوة المغربية؛ لاحتوائها على بهارات عطرية كثيرة، مثل: "القرفة وجوزة الطيب والفلفل الأسود واليانسون والشمر والهيل والزنجبيل والسمسم واللوز والجوز"، التي تُسحق جيدًا، وتوضع في قارورة لاستخدامها وقت الحاجة، فتؤخذ منها ملعقة صغيرة، تضاف إليها ملعقة كبيرة من القهوة، وتوضع على النار، وتُترك لتغلي على نار هادئة لمدة 10 دقائق، وتُقدم مع السكر أو من دونه.

وعن الإمارات، وعاداتها في شرب القهوة وتقديمها، يعد الشعب الإماراتي من عشاق القهوة؛ إذ إن لديهم مَثل يقول: "اللي ما عنده دلة ما حدا يندلة". ويؤكد هذا المَثل ثقافة الإمارات في صنع القهوة وطريقة تحضيرها؛ إذ إن دلة القهوة أو ترمس القهوة لديهم من أساسيات كل منزل.

وتعتبر الثقافة الإماراتية تقديم القهوة إكرامًا للضيف، حتى لو قدَّم صاحب الدار ما لذَّ وطاب من الطعام والشراب فلا يعد ذلك إكرامًا من دون تقديم القهوة؛ وذلك دليلٌ هائلٌ على مدى عشق مشروب القهوة لدى الشعب الإماراتي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org