يؤكد الكاتب الصحفي مهندس طلال القشقري أن الأجانب يمثلون نسبة 100% من عدد الموظفين، بمنطقة بيعِ قطعِ غيار السيارات، في نهاية شارعِ الأمير سلطان بن سلمان بجدة، كما أن الأجانب يقفون بالشارع يعرضون على الزبائن خدماتهم لتركيب قطعِ الغيار فورًا، ودون وجود ورش مخصصة، مبديًا دهشته من عدم وجود الشباب السعودي المحب لقيادة السيارات وهندستها، ومطالبًا الجميع بسؤال الجهات المعنية عن التوطين عن هذه الأوضاع في جدة.
وفي مقاله "التوطين الفرار في شارع قطع الغيار..!!" بصحيفة "المدينة"، يقول "القشقري": "كما هو معروف لسكان جدة، فإن آخر جزء من شارعِ الأمير سلطان بن سلمان بمحاذاة الشرق مُخصص لمحال بيعِ قطعِ غيارِ السيارات، وقد سبق لي الكتابة عن هذا الجزء في مقال سابق لي قبل سنوات؛ ولأن حاله دام.. عكس المثل (دوام الحال من المحال) فهأنذا أكتب عنه مرة أُخرى عسى أن يصلح به الحالُ!".
ويضيف "القشقري" قائلاً: "في عصرية يوم الاثنين الماضي (تَنَطَّطْتُ) بين بضعة محال في الشّارعِ لشراء قطعة غيار لسيارتي المتعطلة، بينما كان سائقي يقودها وفيها أهلي، والذي لفت نظري في الشارعِ أكثر من استمرارية ارتفاعِ الأسعار وتباينها من محل إلى آخر للقطعة نفسها، هو نُدرة وجود المواطنين على رأس وظائف المحال، وعندما أقول (نُدرة) فهذا من باب المجاملة لجهاتنا المعنية بتوطين الوظائف؛ لأنني بصراحة وبأمانة لم تقعْ عيناي على مواطن -ولو واحدًا- في تلكم المحال!".
ويعلق "القشقري" قائلاً: "الذي وقعت عيناي عليه هو حشود من الأجانب، دون حس ولا خبر عن المواطنين، فإن كان الأجانب موظفين عند أصحاب المحال المواطنين ونسبتهم هي 100% من عدد الموظفين، فتلك مصيبةٌ، وإن كان الأجانب مستثمرين ولم تلزمهم جهةٌ بتوظيف نسبة من المواطنين عندهم فالمصيبةُ أعظم وأفدح!".
ويمضي "القشقري" راصدًا الأوضاع ويقول: "هذا داخل المحال، أما أمامها من الخارجِ فيربض أجانب من بني جلدة مَن في الداخل، ويعرضون على الزبائن تركيب قطعِ الغيار فورًا، وفي الشارعِ، إذ لا يملكون ورشًا في الغالب، فمثلاً لو كان مَن في الداخل من دولة (ي) العربية الشقيقة فإن مَن في الخارجِ هم كذلك، ولو كان مَن في الداخل من دولة (م) العربية الشقيقة، فإن مَن في الخارجِ هم كذلك، وأيضًا لا ترى في الخارج أيَّ مواطن!".
وينهي "القشقري" قائلاً: "كانت عصريةً فريدة، وأحسست معها أنني لست في جدة، بل في أحد شوارعِ (ي)، أو (م)، وصدمت ثقافيًا لفرار التوطين من الشارعِ، على الرغم من حب الشباب السعودي لقيادة السيارات وهندستها، فأين هم؟ تسألونني؟ اسألوا غيري، أنا ما لي! أنا فقط زبون صام عن الشراب والطعام، لكن لم يصم قلمه عن الكتابة!".