واصل المؤتمرُ الدولي لسوق العمل، الذي تنظّمه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بالشراكة مع منظمة العمل الدولية والبنك الدولي؛ فعالياتِ اليوم الثاني بمركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات في الرياض؛ حيث يناقش المؤتمر قضايا سوق العمل العالمي، ويسعى إلى إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحدّيات التي تفرضها التغيراتُ التقنية والديموغرافية التي يواجهها السوق حاليًّا ومستقبليًّا؛ تجسيدًا لدور المملكة القيادي على المستوى الدولي.
واستعرض نائبُ وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل، الدكتور عبدالله بن ناصر أبوثنين، خلال الكلمة الافتتاحية لفعاليات اليوم الثاني؛ جهودَ المملكة في تنمية المهارات والتعامل مع أنماط العمل الجديدة.
وأكد أن المملكة تولي أولويةً كبيرة لتنمية المهارات؛ كونها إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها في تنويع الاقتصاد؛ سعيًا لبناء اقتصاد أكثر إنتاجية وقائم على المعرفة.
وأضاف نائب الوزير: أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية قامت بإطلاق عدة مبادرات استراتيجية؛ مثل برنامج تنمية رأس المال البشري، واستراتيجية سوق العمل لتعزيز تنمية المهارات، والتي اعتمدت فيها على الشراكة بين القطاعين العام والخاص؛ مما أسفر عن إطلاق 12 مجلسًا قطاعيًّا للمهارات يضمّ 150 عضوًا.
وأوضح أن من بين أبرز تلك المبادرات: برنامج الحملة الوطنية للتدريب "وعد"، الذي أطلق بهدف تحفيز القطاع الخاص على التدريب؛ حيث وصلت وعود الالتزام بالتدريب إلى "1,155,000" مليون فرصة تدريبية حتى نهاية عام 2025، معلنًا أنه بعد مرور أشهر معدودة على إطلاق الحملة، تحقّق "50%" من المستهدف حتى الآن؛ حيث تغطي الحملة الموظفين الحاليين والطلاب والباحثين عن عمل على حدّ سواء.
وأشار نائب الوزير إلى أن جهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أسفرت مجتمعة حتى الآن عن نتائج مهمة وإيجابية في سوق العمل السعودي؛ حيث نما إجمالي القوى العاملة من الوافدين بنسبة "11%" في الفترة من 2011 - 2022، كما زاد حجم القوى العاملة السعودية بنسبة "18%" في الفترة ذاتها، وتضاعف حجم مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل من "17%" إلى "36%".
من جانبه قال المدير العام لمنظمة العمل الدولية "السيد جلبرت ف. هونجبو"، في كلمة له: إن الرقمنة والذكاء الاصطناعي يساهمان في زيادة خطر البطالة بالنسبة لبعض العمال، إلا أن هؤلاء العمال لديهم فرصة للانخراط في أسواق العمل ذات الأنماط غير التقليدية، داعيًا إلى عدم النظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره تهديدًا، بل باعتباره حافزًا للتغيير الإيجابي.
وأضاف: أن محوَ الأمية الرقمية أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة للأجيال الجديدة، بنفس أهمية القراءة والكتابة للأجيال السابقة، لافتًا إلى أن 3 من بين كل 4 شباب على مستوى العالم يعملون في الاقتصاد غير الرسمي، وأن غالبيتهم يعملون اليوم في وظائف مؤقتة أو بلا عقود، داعيًا دول العالم إلى التكاتف وتوحيد الجهود لضمان ازدهار أسواق العمل المستقبلية، وتنشئة أجيال منتجة من العمال؛ كونهم القوة الدافعة للمستقبل.
إلى ذلك شهدت فعالياتُ اليوم الثاني إطلاقَ المؤتمر الدولي لسوق العمل نموذجَ محادثة مدعومًا بالذكاء الاصطناعي باسم "ريان"، متخصص في أسواق العمل؛ حيث يعمل بواسطة نموذج لغوي يحتوي على عشرة مليارات "باراميتر"، وتمّ تدريبه على تريليون نقطة بيانات من جميع أنحاء العالم.
وصمّم نموذج "ريان" خصيصًا لتوفير أحدث المعلومات عن أسواق العمل العالمية، وتحقيق أعلى استفادة ممكنة من المعلومات الضخمة المتاحة على الإنترنت وفي مختلف الكتب والمؤلفات المتعلقة بأسواق العمل، والمساهمة في حلّ المشكلات المستجدّة، وخلق تجاوب سريع لما تواجهه الأسواق.
بدورها أعلنت الرئيسةُ التنفيذية للمؤتمر والرئيسة التنفيذية للتسويق بشركة "تكامل القابضة"، عهود بنت عبد العزيز الشامخ؛ إطلاقَ النموذج وتجربته أمام المشاركين؛ حيث وجهت سؤالًا إلى "ريان" قائلة: "في ظلّ انخفاض عدد السكان في جميع أنحاء العالم، كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العمل للمساعدة على التكيف مع هذا الواقع الجديد؟" حيث قدم لها "ريان" إجابة تفصيلية، تشرح كيف يمكن العمل على حلّ هذا الوضع ومواجهته.
ويشهد اليومُ الثاني للمؤتمر مشاركةَ مجموعة مميزة من المتحدثين والأكاديميين والمتخصصين في أسواق العمل، من بينهم رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، ووكيل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للمهارات والتدريب الدكتور أحمد الزهراني، وسعادة نائبة رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا الدكتورة نجاح عشري، والرئيس التنفيذي للموارد البشرية ببنك الرياض مازن خليفة.