أكد أستاذ الإعلام السياسي د.عبدالله العساف لـ"سبق"، أن الشارع اللبناني عازم على التغيير والانعتاق من ويلات المحاصصة التي كبّلت هذا البلد؛ وبالتالي سعى المحتجون للبحث عن دولة وطنية لا طائفية؛ لذا فـ"الحريري" تَصَرّف بذكاء وانسحب بتكتيك؛ فأصبحت المواجهة مباشرة بين "حزب الله" ولبنان.
وقال إن استقالة "سعد الحريري" في تقديره، رد بليغ على عميل إيران الذي هدد من ينسحب من حكومة العهد؛ وبالتالي فإن الأزمة قديمة والأسباب معروفة لدى اللبنانيين؛ لكن من يجرؤ على الكلام في ظل تنمر مليشيا الإرهاب وسيطرتها على مفاصل الدولة اللبنانية، ولكن ما يميز هذه الاحتجاجات الأخيرة هو سقوط المقدس وتسمية الأشياء بمسمياتها.
وتساءل "العساف": هل تُكرر هذه المليشيا سيناريو 2007؟ ربما.. ولكن هذه المرة الحسابات اختلفت عما سبقها، فأُذُنا نصر الله اخترمتها كلمات مؤيديه قبل معارضيه برفضه ورفض سياسة المحاصصة، ورفض الفساد وسرقة قوتهم وقوت أولادهم؛ فلم يعد للخوف مكان فقد وقف اللبنانيون ببسالة أمام الجميع، وأعلنوها صريحة مطالبين برحيل الجميع".
وأضاف أن الانتفاضة اللبنانية سحبت المنافع من "حزب الله" الذي كان وحزبه ووزراؤه أكثر المنتفعين من "الحكومة المستقيلة" حيث استدار رئيس وزرائها وأخلى الساحة؛ لإيمانه أن هذا الحراك سيطول، وسيتحول إلى مطالب سياسية وقانونية بملاحقة الجميع ومحاكمتهم واستعادة الدولة اللبنانية العربية ومنع صبغها بصبغة فارسية.
واختتم أستاذ الإعلام السياسي: "لعل زعيم الإرهاب حسن نصر الله أدرك هذه الحقيقة جيدًا فاستبدل الرايات الصفراء والسوداء التي أمامه براية لبنان لعل وعسى؛ ولكن صمود الشعب وتوحده قادر على حسم الأمر لمصلحة لبنان، بعيدًا عن الأنانية الحزبية والشخصية إلى العمل الوطني فقد بدأ الحريري بنفسه".