على مدار أعوام زاهرة، كرّست قيادة المملكة العربية السعودية حرصها وعنايتها بالكعبة المشرّفة؛ حيث ظهر ذلك جلياً في إعادة بنائها وترميمها وتدعيم جدرانها وتغيير بابها وتحسين الشاذروان المحيط بها ليكون على ما هو عليه الآن؛ فيما استعرضت الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي، مراحل ترميم الكعبة، وكيف حظيت بعناية واهتمام من قيادة المملكة منذ سنوات.
ففي عهد الملك سعود، أمر -رحمه الله- بإعادة ترميم الكعبة بدءاً من رفع السقف الخارجي للكعبة وتجديد عمارته، وتجديد السقف الداخلي لقدم أخشابه وتآكلها، وترميم الجدران الأصلية ترميماً جيداً، كما تضمنت عملية الترميم إصلاح الرخام الذي يكسو جدران الكعبة من الداخل.
وفي عهد الملك خالد -رحمه الله- اقتصرت عملية الترميم فقط على مدخل الكعبة وبابها، الذي تمّ تغييره بالكامل؛ حيث رأى خدوشاً بارزة على الباب، فأصدر أمراً بصنع باب جديد من الذهب الخالص، بزخارف تتناسب مع زخارف الكسوة المشرّفة، حيث استخدم خط الثلث.
وقالت: بعد سنوات من الترميم بدأت تظهر على الكعبة قشور وفجوات على سطح الحجارة الخارجية لجدرانها، وظهرت شقوق في المونة اللاصقة بين الأحجار خاصة في الأجزاء العليا من حوائط الكعبة، فأصدر الملك فهد بن عبدالعزيز، أمرًا بترميم الكعبة ترميمًا شاملاً، وبدأت عملية الترميم يوم 10 المحرم عام 1417".
واستعرضت "شؤون الحرمين" مراحل التطوير للكعبة المشرّفة في العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وما تمّ من تجديد لرخام الشاذروان برخام جديد يحاكي ألوان ونوعية الرخام القديم، مع المحافظة على الأحجار المرمرية الثمانية القديمة الموجودة تحت ناحية باب الكعبة، وهي من أنفس وأجمل الأحجار في العالم، كما تم تبليط سطح الكعبة المشرّفة بالرخام، وزيادة العزل المائي، ومعالجة العناصر الخشبية للسقف والأعمدة، وصيانة باب الكعبة المشرّفة وباب الدرج الداخلي والميزاب، واستُخدم لذلك أحدث التقنيات ووفقاً لأفضل المواصفات العالمية.
وتحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في عهدنا الزاهر على العناية الفائقة بالكعبة المشرّفة، وتولي ذلك دعماً سخياً، واهتماماً بالغاً، من خلال تسخير كل غالٍ ونفيس في كسوتها وصيانتها طوال العام.