قال القاضي بالمحكمة الجزائية بجدة الشيخ يوسف الغامدي، إن من مقاصد الصوم العظمى وكل مقاصده عظيمة ذلك المقصد الذي لربما خفي على كثير منا نحن عباد الله الصائمين، وذلك ليس لتفريط منا ولكن لربما كان لنظرنا المقتصر على جزء ذلك المقصد دون أصله العظيم، و هو أن يعرف العبد الصائم ويدرك ويشعر بنعمة الله عليه في كل أحواله.
وأضاف : ولذلك فإن النعمة لا تدرك إلا بأحد سبيلين لا ثالث لهما وهو إما بتأملها أو لا قدر الله فقدها، ولذلك ليختر العبد أي السبيلين شاء، و الله شرع وجعل في الصوم الجمع بين هذين السبيلين ولكن بدفع شر الفقد فهو فقد مؤقت ليحصل للعبد الاستشعار الحقيقي لنعم الله تعالى عليه من الموطن الآمن والإيمان الراسخ والأكل والشرب والنكاح والعافية في بدنه فلنحمد الله عباد الله عند صومنا وعند فطرنا على تلكم النعم.
وتابع : فقد قال صلى الله عليه وسلم من أصبح آمن في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها و قال صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان فرحة عن فطره وفرحة عند لقاء ربه وكل ذلك فرح بنعم الله التى لا نحصيها فضل على أن نشكرها فاللهم لك الحمد برحمتك وفضلك وإحسانك.
وأشار الشيخ الغامدي إلى أن قدوتنا في شكر ربنا عز وجل بنعمه هو رسولنا محمد صلى الله على نبينا محمد حيث قال عندما سألوه رضوان الله عليهم عن كثرة عبادته فقال صلى الله عليه وسلم أفلا أكون عبدا شكورا فهذه أعلى مراتب العبادة عبادة الشكر.