إعلامي سوداني: السعودية واحة للعطاءات الإنسانية.. وشكرًا على دعمها لبلادي

إعلامي سوداني: السعودية واحة للعطاءات الإنسانية.. وشكرًا على دعمها لبلادي

قال الإعلامي والكاتب السوداني الدكتور محمد فضل محمد إن العلاقة التي تربط بين الشعبين السعودي والسوداني روابط أخوية ودينية ممتدة الجذور، تقوم على أساس التعاون المشترك، وتبادل المصالح، واستقرار وأمن البلدين، واستثمار الإمكانات والمقدرات الكبيرة البشرية والمادية لهما. مبينًا أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ بتوطيد وتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات تؤكد حرص واهتمام السعودية بالسودان؛ ولهذا نجد أن الشعب السوداني يكنُّ حبًّا واحترامًا كبيرَيْن للشعب السعودي وحكومته الرشيدة لمواقفها الداعمة للسودان في كل المحافل الدولية.

وأوضح أن العلاقات السعودية- السودانية شهدت تطورًا مذهلاً منذ سبعينيات القرن الماضي؛ إذ ساهمت أعداد كبيرة من النخب السودانية في عمليات البناء والنماء والتطور الذي شهدته السعودية، كما كان للمملكة دور مقدر في دعم مشاريع التنمية في السودان من خلال الاستثمارات والمشاريع الكبيرة التي تبنتها؛ فدعمها للسودان لا تُخطئه عين؛ فقد كانت من أوائل الداعمين له في كل العهود والأزمنة، وانحازت كذلك لخيار الشعب في عام 2019م.

وأكد أنه كان للمملكة القدر المعلى في دعم تلك الفترة؛ إذ بذلت جهودًا كبيرة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بصورة نهائية، وضغطت على دائنيه للتوصل لاتفاق واسع لخفض ديونه البالغة 50 مليار دولار بهدف إعادته إلى مكانه الطبيعي عالميًّا، والتزمت بتقديم 1.5 مليار دولار كمنحة وجزء من المساعدات الاقتصادية، أقرتها للسودان في 2019، منها 750 مليون دولار تم إيداعها في حساب الحكومة السودانية، و500 مليون دولار مخصصة للمساعدة في حل أزمة القمح والدواء والبترول وبعض السلع الأخرى.

وأضاف بأن السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ مرورًا بأبنائه البررة من الملوك -رحمهم الله-، وانتهاء بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين محمد بن سلمان ـ حفظهما الله ـ، تلتزم بالحياد، واحترام السيادة الوطنية لجميع الدول، وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية.. وقد أكسبتها هذه السياسة احترام كل دول العالم حتى أصبحت رقمًا صعبًا في السياسة الدولية؛ لما لها من دور مؤثر في الاستقرار والحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعيَّين.

وأردف: ولقد لمسنا نحن ذلك في الحرب الأخيرة التي اندلعت في السودان في إبريل ٢٠٢٣م؛ إذ عملت السعودية جاهدة من أجل استقرار السودان من خلال ثلاثة محاور، بدأت بالإجلاء الإنساني الذي شمل جميع الجنسيات العالقة في الأراضي السودانية لعدد من المواطنين السعوديين والكثير من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، بجهود كبيرة من قطاعاتها كافة المعنية بذلك. وقد شملت عملية الإجلاء أكثر من ١١ ألف شخص ينتمون إلى 110 جنسيات.

وأشار إلى أنها في المحور الثاني دعت إلى ضرورة إيقاف هذه الحرب من خلال إعلان جدة، الذي أعلنته كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في 11 مايو 2023م؛ إذ جمعت في مدينة جدة ممثلَي الحكومة السودانية، ممثلين عن القوات المسلحة السودانية، وآخرين عن القوات المتمردة، في مبادرة منهما لحل الأزمة السودانية. وكان من نتائج هذه المحادثات التي تمت بين الطرفين إعلان الالتزام بحماية المدنيين، والخروج من بيوت المواطنين والمقار الحكومية، إلا أن المتمردين لم يلتزموا بذلك.

وتابع: في المحور الثالث قدمت السعودية مساعدات إغاثية وطبية بقيمة 100 مليون دولار، كما أطلقت الحملة الشعبية عبر منصة "ساهم" لمساعدة الشعب السوداني إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بالوقوف مع الشعب السوداني؛ إذ قام رجال الأعمال والشركات والأفراد بالتبرع بمبالغ كبيرة، إضافة إلي الجهود الكبيرة التي قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني، الذي يعد الذراع الخارجية للدولة في العطاءات الإنسانية في الدول المحتاجة؛ فقد سيّر العديد من قوافل الجسر الجوي السعودي إلى مناطق المتضررين في الأراضي السودانية، وهي تحمل أطنانًا من المواد الغذائية والمواد الإيوائية والطبية، بل ما زالت هذه العطاءات مستمرة حتى يومنا هذا في الخرطوم والولايات المتضررة.

وأكد أن جهود السعودية في دعم السودان ليست بجديدة؛ فمن قبل قدمت أكبر دعم للسودان إبان السيول والفيضانات التي حدثت في ثمانينيات القرن الماضي، وكذلك إبان التصحر والجفاف الذي ضرب السودان؛ فالسعودية خيرها سابق، وعطاءاتها الإنسانية المتدفقة شملت كل دول العالم، ولاسيما في مناطق النزاعات؛ فهي لا تتوانى في تقديم يد العون لها انطلاقًا من دورها الأخلاقي والإنساني.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org