
اعتاد المجتمع الحائلي منذ القِدم على الحفاظ على جميع أجزاء الأضحية، وعدم ترك شيء منها بخلاف المناسبات الاجتماعية الأخرى، فحفظ أجزاء ذبيحة الأضحية من رؤوس الأضاحي، وهو ما تبقى منه بعد تقديم الأضحية للرجال في عيد الأضحى، والكوارع والكرش" أحشاء الذبيحة الصالحة للأكل وهي جزء من معدة الذبيحة" وقلوبها وأكبادها وكِلاها.
ويتم تقديم تلك الأجزاء التي تسمى "التبعان" في وجبة بعد انتهاء جدول ترتيب الأضاحي لدى العوائل، وعادة ما تبدأ من اليوم الثالث، حيث يتم جمع المتبقي من الرؤوس والكوارع والكرش، وحمسه أو طبخه – بحسب كل عائلة- ومن ثم تقديمه كإحدى الوجبات الثلاثة في اليوم، إلا أن الإفطار يعد من أكثر الأوقات المناسبة لتقديمها.
"التعبان" في حائل عادة قديمة نشأ عليها الحائليون والتي تشبه عادة "عيد الربوع" في حضرموت أو يوم الرؤوس.
وفي عادة مهمة في وجبة التبعان إذ يعيب تقديم لحم "رقبة الذبيحة الأضحية" للرجال، بل تقدّم للنساء أو للعمالة المحيطين ببيئة من أعد تلك الوجبة".
وجرت العادة أن كل بيت من بيوت العائلة تحتفظ بأجزاء أضحيته التي لم يتم تقديمها خلال العيد، ومن ثم الاتفاق على تخصيص منزل من منازل العائلة الواحدة ليتم الطبخ فيه، وعادة يكون منزل أكبر العائلة سنًا.
ولا توضع الرقبة في وجبة التبعان التي تقدم للرجال، بل يعتبر عيباً ، فيما يتم تقديمها للنساء أو يتم توزيعها على العمالة القريبة من بيت العائلة الذي يتم الطبخ فيه.
تجدر الإشارة إلى أن وجبة التبعان، لا يتم تقديمها دون الأكلات الحائلية الشعبية كالجريش والهريس والمطازيز والمرقوق، و"الكبيبا والحنيني والسمن البري والثريد والرغفان والمقشوش والعصيدة والقشدة" التي يتم تكشينها بنكهة البهارات الحائلية، وكذلك الفواكه والخضروات،.
واختلفت طريقة تقديم تلك الوجبة، وفق طرق متنوعة، إلا أن الطريقة القديمة هي التي يحافظ الحائليون، والتي يحرص آباؤهم على تعليم أبنائهم طريقتها والمحافظة عليها وعدم تغيير تقديمها، لأن المتعة في تناولها على الطريقة القديمة، كما يحرص الآباء على أن يشهد تناولها شباب العائلة وأطفالهم، حتى إن بعضهم يجعلها وجبة عشاء لضمان حضور جميع أفراد العائلة الشباب والأطفال.
وفي هذا العام بدأت بعض العوائل المهتمة في الحفاظ على استمرار وجبة التبعان بوضع جوائز مالية ومعنوية قيّمة للفتيات اللاتي يشاركن في إعداد تلك الوجبة، لضمان استمرارها في الأجيال القادمة.
من جهة أخرى، تختلف العوائل في حائل في من يصنع تلك الوجبة، فبعض العوائل يعيب على الرجال طبخها أو المشاركة فيه وتخصيص النساء فقط لطبخها، والآخرون يرون أن مشاركة الرجل المرأة في طبخها لا شيء فيه، وبعض الرجال يقوم بكامل طبخها ولا يراه معيبًا أبدًا.